Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
16:35وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ أَرْسَلَ الْوُلاةُ الْجَلاَّدِينَ قَائِلِينَ:"أَطْلِقْ ذَيْنِكَ الرَّجُلَيْنِ"36فَأَخْبَرَ حَافِظُ السِّجْنِ بُولُسَ أَنَّ الْوُلاةَ قَدْ أَرْسَلُوا أَنْ تُطْلَقَا، فَاخْرُجَا الآنَ وَاذْهَبَا بِسَلامٍ37فَقَالَ لَهُمْ بُولُسُ:"يَضَرَبُونَا جَهْراً غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْنَا، وَنَحْنُ رَجُلانِ رُومَانِيَّانِ، وَأَلْقَوْنَا فِي السِّجْنِ - أَفَالآنَ يَطْرُدُونَنَا سِرّاً؟ كَلاَّ! بَلْ لِيَأْتُوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ وَيُخْرِجُونَا"38فَأَخْبَرَ الْجَلاَّدُونَ الْوُلاةَ بِهذَا الْكَلامِ، فَاخْتَشَوْا لَمَّا سَمِعُوا أَنَّهُمَا رُومَانِيَّانِ39فَجَاءُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِمَا وَأَخْرَجُوهُمَا، وَسَأَلُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا مِنَ الْمَدِينَةِ40فَخَرَجَا مِنَ السِّجْنِ وَدَخَلا عِنْدَ لِيدِيَّةَ، فَأَبْصَرَا الإِخْوَةَ وَعَّزَيَاهُمْ ثُمَّ خَرَجَا.


انتظر حافظ السجن بقلب مشوش القرار النهائي للمسؤولين في البلدية، لأنّه حرّر السجينين بلا أمر منهما واستضافهما، ففرح كثيراً لمّا سمع الأمر الجديد بتخليتهما، وركض فرحاً إلى بولس ينبئه، وطلب إليه الذّهاب بسلام، لكي لا يتعرّض لأذى.
ولكن ها هوذا بولس منتصب رافض الذهاب ومطالب بحقّه، ليس لنفسه بل لكلّ الكنيسة. إنّهما ليسا لصّين بل رومانيين، وقد وقع عليهما ظلم ثلاث مرّات فضربا جهراً، وهذا عذاب للعبيد فقط، ينبغي ألاّ يقع على روماني البتّة، وحُكم عليهما بلا محاكمة، وهذا يعني في دولة عادلة مثل الرومان، خطأ مِن القضاة وخطراً عليهم يؤدّي بهم إلى السجن والقصاص الشَّديد، ومِن ثمّ إقامة الدَّعوى على المسؤولين.
فطلب بولس أن يأتي الحكّام شخصيّاً إلى السجن، ويعتذروا مِنهما ويرافقوهما كضيفي شرف وسط شوارع المدينة. فلم يقصد بولس الانتقام، لأنّه كمؤمن حقّ قد غفر للمسؤولين مسبقاً كُلَّ ذنوبهما ولكنّه أراد تبرير الكنيسة الجديدة جهراً، وإظهارها كحركة شريفة غير محتاجة للتَّخفِّي في الكهوف والمغاور والسراديب.
وحقّاً أسرع المسؤولان خائفين إلى رسول الأمم، فكلّماه بتواضع، ولاطفاه، وطلبا إليه مغادرة المدينة، تحرّزاً مِن المشاكل الّّتي يمكن أن يثيرها انتقاماً أسياد العرّافة الّّتي تحرّرت مِن عبودية إبليس بنعمة الرّبّ.
ولم يبال بولس بكلامهم كثيراً، بل عاد إلى بيت ليديا بائعة الأرجوان، حيث كان أعضاء الكنيسة مجتمعين للصّلاة، وها هي ذي محاطة بجمع مِن الإخوة في بيتها، ممّا يدلّنا أنّه بين اهتداء الأوروبيّة الأولى وخلاص مدير السجن، كانت ثَمَّةَ فترةٌ طويلةٌ بشّر الرسول خلالها أهل فيلبي، مؤسّساً كنيسة حيّة، وبعد أن التقوا في بيت ليديا، عزّى المعذّبون إخوانهم السالمين بتأكيد حضور المسيح في كلّ ضيقاتهم. بعدئذ مضى الرسولان وتيموثاوس معهما، مخلّفين الطَّبيب لوقا في فيلبي ليرعى الكنيسة هنالك. لذلك نقرأ منذ هذه الحادثة كلام البشير لوقا بصيغة الغائبين (هم)، دلالةً على أنّه لم يذهب معهما.
الصّلاة: أيّها الرّبّ القدّوس، نشكرك لأنَّ كلمتك تُخلِّصُ أُناساً، وتغيّرهم. فنؤمن أنّك تخلّص بيتنا كاملاً أيضاً. طهّر قلوبنا مِن كلّ إثم بدمك الثَّمين، ونَقِّ أذهاننا تماماً بإنارة الرّوح القدس، لكي يرى أعضاء عشيرتنا محبّتك الموهوبة لنا، ويشتاقوا لاطمئنان سلامك.آمين.