Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
2:29أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حتّى هذَا الْيَوْمِ30فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً، وَعَلِمَ أَنَّ اللّهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ،31سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلا رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً32فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللّهُ، وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذلِكَ.


سَمَّي بطرس في هذه العظة المستمعين إخوة، رغم أنّهم لم يدخلوا في عائلة الله بعد. ولكنّه رأى الرّوح القدس عاملاً في قلوبهم؛ فوضّح لهم أنّ النبوّة المذكورة في الأصحاح 2: 25-28 الصادرة مِن الملك داود لا تخصّ الملك نفسه، لأنّه وهو أب لنسل كثير قد مات حقّاً، وقبره معروف وما كان فارغاً؛ فهو نبيٌّ حقٌّ ممسوحٌ مِن الرّوح القدس وحصل على وعد مِن الله، لم يحصل عليه نبِيّ أو ملك أو كاهن، وهو أنَّ أحد أبنائه سيكون ابن الله في الوقت نفسه، مستلماً مملكة لا تزول (2 صموئيل 7: 12-14) و عرف اليهود كلّهم هذا الوعد الشهير عن المسيح، وانتظروا ابن الانسان الّذي هو ابن الله، باشتياق وترقّب؛ وفكّر الكتبة كثيراً بالمسيح الآتي، وفتشوا الكتب، وعرفوا أنّ الممسوح الإلهي هذا، سيغلب الموت، لأنّه مولود مِن الرّوح القدس، ومفعم بالعنصر الإلهي، فجسده لا يفسد، ونفسه لا تبقى مقيَّدةً في سلطة الموت ومملكته مملكةٌ أبديّة، وهو قد غلب في شخصه قدرة الموت، ولم يملك كملك فانٍ زائل، بل إنّه ملك الملوك، أزليٌّ واحدٌ مع الله الآب، وحامل سلطانه في قلبه.
وبعد ذلك، شهد بطرس، بدافع الرّوح القدس جهراً، أنّ يسوع المصلوب المرفوض هو ابن داود، الملك الأزلي الّذي أقامه الله؛ ولم يخف بطرس مِن أعداء المسيح فيما بعد، ولم يبحث معهم هذه الأمور، بل شهد عن إتمام الحقيقة في قوّة الله، وقد شهد انتصار الله بعينيه، وسمع مِن المُقام الحيّ كلمات غفران خطاياه. يسوع أكلَ معهم لمّا قام مِن الأموات، وهو في جسده الرّوحي، وأراهم أثر المسامير فالناصري حي، وابن الله غير ميت. الرّبّ قام فهل نحن شهوده؟
وبهذا القول انتهى القسم الثالث مِن عظة الرّوح القدس على لسان بطرس. أولاً وضّح لهم انسكاب الرّوح القدس إتماماً للنبوة في يوئيل. ثانيّاً سمَّى اليهود قتلة المصلوب. ثالثاً برهن لهم مِن الكتاب أنّ المسيح قام حقّاً.

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ يسوع المسيح، أنت رئيس الحياة. نسجد لك ونؤمن بقيامتك وحياتك. أنت ملكنا ومحيينا. أنت رجاؤنا الوحيد. املأ كثيراً مِن النّاس بروحك القدّوس، وأَرجعهم إليك ليحيوا إلى الأبد. آمين.
السُّؤَال
ماذا أراد بطرس أن يوضح للمستمعين بواسطة ذكره نبوّة داود؟