Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
خامساً: سجن بولس في أورشليم وقيصرية
(21: 15 - 26: 32)

1 - الوصول إلى القدس وإخبار الرسول الإخوة عن خدماته
(21: 15 - 20)
21:15وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ تَأَهَّبْنَا وَصَعِدْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ16وَجَاءَ أَيْضاً مَعَنَا مِنْ قَيْصَرِيَّةَ أُنَاسٌ مِنَ التَّلامِيذِ ذَاهِبِينَ بِنَا إِلَى مَنَاسُونَ، وَهُوَ رَجُلٌ قُبْرُسِيٌّ، تِلْمِيذٌ قَدِيمٌ، لِنَنْزِلَ عِنْدَهُ17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ، وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللّهُ بَيْنَ الأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ.


اندفع شركاء الآلام مِن سهول الشواطئ إلى مرتفعات جبال أورشليم، وباتوا في منتصف الطريق عند رجل قبرسي اسمه مناسون، ولعلّه كان صديقاً لبرنابا وعضواً منذ البدء في شركة القدّيسين، مترقّباً مجيء ربّه بشوق، ومنه سمع لوقا تفاصيل عديدة عن عجائب الرّوح القدس منذ تاسيس الكنيسة.
وأخيراً وصل موكب انتصار المسيح إلى أورشليم البهيّة، حيث باتوا بين إخوة وأصدقاء فرحوا مِن أعمال الرّبّ الحيّ في كلّ العالم، وعظّموه لأجل كسب كثير مِن الأمم أعضاء لكنيسته. فالجناح المؤيّد لتبشير الأمم لم يضمحلّ في الكنيسة الأورشليميّة، إنّما كان رجاله قِلَّةً بِالنِّسبةِ للجناح النَّاموسي (الشريعي) المتعصِّب للشَّريعة.
وفي الغد تقدّم بولس ورفقاؤه إلى يعقوب أخي المسيح وشيوخ الكنيسة الأورشليميّة. ولسنا نعلم إن كان بطرس ويوحنّا في تلك الأيام حاضِرَين في القدس، فظهر يعقوب المصلّي الناموسي (الشريعي) مقداماً للكنيسة، وكان لوقا آنذاك مرافقاً لبولس ومعهما الرفاق الممثلون لكلّ الكنائس الأوروربيّة والأسيويّة، وقدّموا معاً التبرعات الضخمة، الّّتي جمعوها مِن كنائسهم هبة لكنيسة أورشليم المتضايقة. ويا للعجب! فإنّ لوقا لا يذكر تسليم هذه العطيّة، ولو بكلمة واحدة، لأنّه اعتبر المال أمراً ثانويّاً، ولا يستحقّ ذكراً. فالنّاس كانوا أهم مِن المال والمؤمنون مِن الأمم، الّذين حلّ فيهم الرّوح القدس، هم الأمر العجب المدهش، وتضحية محبّتهم ظهرت عربوناً لانتصار المسيح فيهم.
قَصَّ بولس في حضور هؤلاء الشهود مِن الأمم، القصصَ عن أعمال المسيح في فيلبي وتسالونيكي وبيريا وكورنثوس وترواس وأفسس وسواها، وعظَّمَ قُدرةَ المُقام مِن بين الأموات، الّذي جعل الخطاة قدّيسين، الّذين لم يكونوا شعباً جعلهم شعبه الخاص. ولم يستطع الناموسيون (الشريعيّون) إلاّ الانسجام مع الحمد والتسبيح لهذا الخلاص العالمي، لأنّ الإخوة الحاضرين كانوا البرهان الملموس لسلطان المسيح العامل بين الأمم.