Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
22:9وَالَّذِينَ كَانُوا مَعِي نَظَرُوا النُّورَ وَارْتَعَبُوا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا صَوْتَ الَّذِي كَلَّمَنِي10فَقُلْتُ: مَاذَا أَفْعَلُ يَا رَبُّ؟ فَقَالَ لِي الرَّبُّ: قُمْ وَاذْهَبْ إِلَى دِمَشْقَ، وَهُنَاكَ يُقَالُ لَكَ عَنْ جَمِيعِ مَا تَرَتَّبَ لَكَ أَنْ تَفْعَلَ11وَإِذْ كُنْتُ لا أُبْصِرُ مِنْ أَجْلِ بَهَاءِ ذلِكَ النُّورِ، اقْتَادَنِي بِيَدِي الَّذِينَ كَانُوا مَعِي، فَجِئْتُ إِلَى دِمَشْقَ12"ثُمَّ إِنَّ حَنَانِيَّا رَجُلاً تَقِيّاً حَسَبَ النَّامُوسِ، (الشريعة) وَمَشْهُوداً لَهُ مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِ السُّكَّانِ13أَتَى إِلَيَّ، وَوَقَفَ وَقَالَ لِي: أَيُّهَا الأَخُ شَاوُلُ، أَبْصِرْ! فَفِي تِلْكَ السَّاعَةِ نَظَرْتُ إِلَيْهِ14فَقَالَ: إِلهُ آبَائِنَا انْتَخَبَكَ لِتَعْلَمَ مَشِيئَتَهُ، وَتُبْصِرَ الْبَارَّ، وَتَسْمَعَ صَوْتاً مِنْ فَمِهِ15لأَنَّكَ سَتَكُونُ لَهُ شَاهِداً لِجَمِيعِ النَّاسِ بِمَا رَأَيْتَ وَسَمِعْتَ16وَالآنَ لِمَاذَا تَتَوَانَى؟ قُمْ وَاعْتَمِدْ وَاغْسِلْ خَطَايَاكَ دَاعِيّاً بِاسْمِ الرَّبِّ.


عند وصولهم إلى مشارف دمشق رأى رفقاء شاول بهاء مجد المسيح، ولكن لم يدركوا المقام الحيّ، الّذي أشرق ففاق بضيائه نور الشّمس، وصوته أيضاً لم يسمعوه، وربّما سيكون نظير هذا في قيامة الأموات، أنّ المؤمنين المختارين هم الّذي يرونه حقّاً ويفهمون صوته، لأنّهم تعوَّدوا رُوحَ محبَّته، وحياته ثابتة فيهم. وأمّا الكفّار والسَّطحيُّون فإنّهم سييأسون مِن مجده الدَّيَّان ولا يسمعون صوته، إلاّ في رعد الدينونة.
وفي تجلّي المسيح ترك بولس رأساً برّه الخاص المبني على أعمال الناموس، (الشريعة) وآمن بالرّبّ المسيح ونعمته. وهذا الرّبّ أرسله إلى دمشق، ليمتحن إيمانه، ليسمع هناك ما هي مشيئة الله الجوهريّة، وأنّه قد أنعم على المجرم المتبرّر شاول ليفتح أمامه خدمة مقدّسة بين الأمم.
واختار المسيح أخاً بسيطاً مِن بين المؤمنين، ليكسر كبرياء الفقيه المتعلّم. فحنانيّا كان مؤمناً مِن أصل يهودي وعضواً في أسرة الله بواسطة إيمانه بالمسيح، فأتى باسم ربّه إلى بولس وتوسّط لإعادة البصر إليه. ففجأة استطاع الأعمى أن يرى. لقد أعماه مجد المسيح سابقاً، ولكن الرّوح القدس استخدم ظلامه الدامس، وأنشأ فيه التوبة والإيمان حتّى أصبح بواسطة وضع يدي حنانيّا مبصراً وممتلئاً بالرّوح القدس. فأوّل مَنْ رآه بولس كان أخاً في المسيح، وبواسطته اكتشف كنيسة الله الساكن فيها روحه، وهي سرّ عصرنا الحاضر.
لكنّ المسيح لم يفتح لنا أعيننا الرّوحيّة للتمتّع الذاتي، بل لندرك مشيئة الله، ونتغيّر في تفكيرنا حسب طرقه. فسمع بولس مِن حنانيّا أنّ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب قد اختاره، هو القاتل الناموسي، (الشريعي) ليدرك صميم مشيئته مِن جديد، ويعلنها للعالم. فما هي مشيئة الله الأصليّة؟ إِنَّها ليست سوى إدراكنا يسوع أنّه البارّ القدّوس، المولود مِن الرّوح القدس والإيمان بتجسّد إلهنا. فهل انفتحت عيناك؟ وهل أدركت في شخص يسوع اللطف الإلهي ومحبّته الناعمة وصبره في احتمال الصّليب ومجده حاليّاً؟ ادرس سيرة يسوع لتعرفه وتسمع صوته، لأنّ ربّنا ليس ميتاً، بل هو حيٌّ ومتكلِّمٌ ومُعَزٍّ وآمِرٌ. وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكلّ كلمة تخرج مِن فم المسيح. أَصغ إلى صوت المخلّص، فيثبِّتكَ في عهده وفي شركته، وتصبح قدّيساً حسب صورته.
عندئذٍ تُصبِح شاهداً متواضعاً لمشيئة الله الظاهرة في شخص يسوع، وليس الناصري لك إنساناً عاديّاً نكرة، بل ربّاً مقتدراً، التقيته في الإنجيل وتراه بصفاته، وتعرفه بيقين الرّوح القدس، وتطيع هداه يوميّاً. فاعلم أنّك مختارٌ مِن ربّك لتكون شاهداً له، لتعلن لجميع النّاس مَن هو، وماذا عمل، وكيف يُخلِّصُ اليوم أناساً. فإعلانُ يسوع الرّبّ بواسطة الشهادة لجميع النّاس هو مشيئة الله الجوهريّة.
لم يترك حنانيّا وقتاً لبولس ليتفلسف، بل سرعان ما بسط أمامه مشيئة الله الرئيسيّة، ووضع شهادة النّعمة في فمه. فهذا العمل الإلهي، يتطلّب فعلاً لا تخيّلاً. ولكن كان لا يزال هناك مانعٌ في حياة بولس، وهو خطاياه وقد كثرت خطاياه. خصوصاً لأجل جهالته المتعصّبة وعداوته لله، وقتله أنفساً بريئة. ولكن كلّ هذا محاه يسوع على الصّليب. تيقَّن أيّها الأخ أَنَّ دمَ المسيح غسل كلّ خطيئته نهائيّاً، وقبل ولادته أصبح بولس بارّاً بالنّعمة، ولكن كان عليه أن يقبل هذا الحقّ، ويؤمن ببرّه الموهوب له مجّاناً، ويعلن هذا القرار بواسطة المعموديّة. فكان على المتعلم الفقيه أن يموت لنفسه في رمز التعميد، ويعترف بحاجته إلى تطهير كامل، طالباً خلاصه مِن المسيح وحده، ويسلّم ذاته إليه بدون قيد أو شرط.
فيا أيّها الأخ، هل أنت متعمّد؟ وهل تركت حياتك القديمة، ودخلت بعزم وثبات إلى رحاب المسيح؟ إِنَّك بارٌّ لأجل الصَّليب، فآمن بخلاصك المكتمل في المسيح، واقبل معنى معموديتك أَنَّكَ مقبولٌ عند الله القدّوس لأجل موت المسيح وشفاعته. ادعُ ربَّك اليوم فستحيا إلى الأبد.

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ يسوع المسيح، أشكرك لأنّك محوت خطاياي نهائيّاً. أعترف قدّامك بأغلاطي وعيوبي، وأطلب إليك ألاّ تطرحني مِن وجهك، بل أَنْ تُعلِنَ صورتك قُدَّام عَينَيْ نفسي، لكي أتجدَّد، وأدخلَ إلى شركتك في رمز معموديَّتي.
السُّؤَال
ما هو جوهر مشيئة الله؟