Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
7 - مؤامرة الفدائيين اليهود على بولس
(23: 12 - 22)
23:12وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ صَنَعَ بَعْضُ الْيَهُودِ اتِّفَاقاً، وَحَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ قَائِلِينَ إِنَّهُمْ لا يَأْكُلُونَ وَلا يَشْرَبُونَ حتّى يَقْتُلُوا بُولُسَ13وَكَانَ الَّذِينَ صَنَعُوا هذَا التَّحَالُفَ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ14فَتَقَدَّمُوا إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ وَقَالُوا:"قَدْ حَرَمْنَا أَنْفُسَنَا حِرْماً أَنْ لا نَذُوقَ شَيْئاً حتّى نَقْتُلَ بُولُسَ15وَالآنَ اَعْلِمُوا الأَمِيرَ أَنْتُمْ مَعَ الْمَجْمَعِ لِكَيْ يُنْزِلَهُ إِلَيْكُمْ غَداً، كَأَنَّكُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ تَفْحَصُوا بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ عَمَّا لَهُ وَنَحْنُ، قَبْلَ أَنْ يَقْتَرِبَ، مُسْتَعِدُّونَ لِقَتْلِهِ"16وَلكِنَّ ابْنَ أُخْتِ بُولُسَ سَمِعَ بِالْكَمِينِ، فَجَاءَ وَدَخَلَ الْمُعَسْكَرَ وَأَخْبَرَ بُولُسَ17فَاسْتَدْعَى بُولُسُ وَاحِداً مِنْ قُّوَادِ الْمِئَاتِ وَقَالَ:"اذْهَبْ بِهذَا الشَّابِّ إِلَى الأَمِيرِ، لأَنَّ عِنْدَهُ شَيْئاً يُخْبِرُهُ بِهِ"18فَأَخَذَهُ وَأَحْضَرَهُ إِلَى الأَمِيرِ وَقَالَ: "اسْتَدْعَانِي الأَسِيرُ بُولُسُ، وَطَلَبَ أَنْ أُحْضِرَ هذَا الشَّابَّ إِلَيْكَ، وَهُوَ عِنْدَهُ شَيْءٌ لِيَقُولَهُ لَكَ"19فَأَخَذَ الأَمِيرُ بِيَدِهِ وَتَنَحَّى بِهِ مُنْفَرِداً، وَاسْتَخْبَرَهُ:"مَا هُوَ الَّذِي عِنْدَكَ لِتُخْبِرَنِي بِهِ؟"20فَقَالَ: "إِنَّ الْيَهُودَ تَعَاهَدُوا أَنْ يَطْلُبُوا مِنْكَ أَنْ تُنْزِلَ بُولُسَ غَداً إِلَى الْمَجْمَعِ، كَأَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَسْتَخْبِرُوا عَنْهُ بِأَكْثَرِ تَدْقِيقٍ21فَلا تَنْقَدْ إِلَيْهِمْ، لأَنَّ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ رَجُلاً مِنْهُمْ كَامِنُونَ لَهُ، قَدْ حَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ لا يَأْكُلُوا وَلا يَشْرَبُوا حتّى يَقْتُلُوهُ وَهُمُ الآنَ مُسْتَعِدُّونَ مُنْتَظِرُونَ الْوَعْدَ مِنْكَ"22فَأَطْلَقَ الأَمِيرُ الشَّابَّ مُوصِياً إِيَّاهُ أَنْ: "لا تَقُلْ لأَحَدٍ إِنَّكَ أَعْلَمْتَنِي بِهذَا"


أخبر لوقا الموظف ثيوفيلس في روما بدقّة، كيف أنّ فدائيين يهوداً لم يوافقوا على استجواب بولس مِن قبل المجمع الأعلى، وتآمروا في تطرفهم ليبيدوا هذا المفسد للأمة اليهوديّة في العالم، وخطّطوا حيلة وَأجبروا المجمع الأعلى على الموافقة، فصار بولس على شفا خطر جسيم.
أمّا المسيح فإنّه استخدم القائد الروماني، الّذي بإِمرته ألف جندي، ليحرس بولس الروماني المحبوس بكلّ عنايته، وينتشله مِن الخطر المحدق. فأبرز لوقا في أخباره تصرّفات الضابط الروماني الإيجابية، كأنّما أراد أن يصلح موقفه بعد الخطأ الّذي ارتكبه.
والمدهش في هذه الأخبار قراءتنا عن وجود أخت شقيقة لبولس، كانت تسكن أورشليم متزوجة ولها أولاد نِشاط، ولربّما كان والدا بولس قد انتقلا مع أولادهما منذ مدّة مِن طرسوس عائدين إلى وطنهم أورشليم، حتّى يدفنا في آخر العمر في الأرض المقدّسة، كما كانت العادة عند الكثيرين مِن اليهود. وما عرفنا هل كانا مؤمنين بيسوع كابنهما بولس، ولكنّنا نرى أن ابن شقيقته كان محبّذا للثوّار الشريعيين المتعصّبين؛ فسمع عن مؤامرة أربعين رجلاً ابتغوا قتل بولس. ولمّا سمعت أخته بالمؤامرة، رغبت في إنقاذ شقيقها، حتّى إِنَّها جازفت بحياتها، لأَنّ الثوار لو علموا بأمرها لغضبوا عليها. وهكذا أرسلت ابنها إلى الأسير، لكي يطلعه على الخطر المتربص به. وإذ علم بولس بالمؤامرة المبيتة، أرسل ابن شقيقته هذا إلى القائد، الّذي غضب مِن الشعب، وبادر فوراً إلى أخذ الاحتياط لحماية بولس، وإرساله إلى قيصرية مركز الوالي الروماني، لكي يحكم بنفسه في هذه القضيّة.
وأورشليم كلّها كانت هائجة، لأنّ بولس مهلك الوحدة اليهوديّة، كان محفوظاً في حماية الرومان في وسطهم، فازدادت بغضة المتعصبين، وتآمروا لقتل بولس، ولعنوا أنفسهم إن لم يبيدوه، ممتنعين عن الشَّراب والطعام في الليل والنّهار، حتّى يميتوا بولس نهائيّاً. فجاعوا وعطشوا وقتاً طويلاً بلا رجاء، لأنّ المسيح حفظ عبده، وعيّنه لخدمات جديدة، وأرسل الأسير إلى روما، ليرى الجميع أنّ الحريّة الحقَّة ليست الحريّة المدنيّة، بل هي الفِداء مِن الخطايا والموت وغضب الله، كما قال يسوع سابقاً طوبى للّذين حرّرهم الابن فهم أحرار بالحقيقة. وإننا نشاهد في بولس أنّ حريّة المسيح الرّوحيّة تتحقّق أيضاً تحقيقاً فعليّاً في أسير مقيّد، لأنّ المسيح يحرّر القلوب مِن شهواتها وكبريائها، ويقودنا جميعاً إلى حمد الله مهما كانت الظروف حولنا.

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نسجد لك، لأنّك حيّ، وتهتمّ بعبيدك حتّى ولو كانوا في السجون، وتحفظهم كحدقة عينك. احفظنا بحضورك على الدوام، وعزِّ كلّ المحبوسين لأجل اسمك، لكي يتمتعوا بسلامة ضمائرهم.
السُّؤَال
لِم أراد الفدائيون اليهود قتل بولس ولِم وَجَبَ عليه أَن يسافر إلى روما؟