Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
12 - بولس أمام الملك أغريباس الثاني وحاشيته الملكيّة
(25: 13 - 26: 32)
25:13وَبَعْدَمَا مَضَتْ أَيَّامٌ أَقْبَلَ أَغْرِيبَاسُ الْمَلِكُ وَبَرْنِيكِي إِلَى قَيْصَرِيَّةَ لِيُسَلِّمَا عَلَى فَسْتُوسَ14وَلَمَّا كَانَا يَصْرِفَانِ هُنَاكَ أَيَّاماً كَثِيرَةً، عَرَضَ فَسْتُوسُ عَلَى الْمَلِكِ أَمْرَ بُولُسَ، قَائِلاً:"يُوجَدُ رَجُلٌ تَرَكَهُ فِيلِكْسُ أَسِيراً،15وَعَرَضَ لِي عَنْهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَمَشَايِخُ الْيَهُودِ لَمَّا كُنْتُ فِي أُورُشَلِيمَ طَالِبِينَ حُكْماً عَلَيْهِ16فَأَجَبْتُهُمْ أَنْ لَيْسَ لِلرُّومَانِ عَادَةٌ أَنْ يُسَلِّمُوا أَحَداً لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ الْمَشْكُّوُ عَلَيْهِ مُواجَهَةً مَعَ الْمُشْتَكِينَ، فَيَحْصُلُ عَلَى فُرْصَةٍ للاحْتِجَاجِ عَنِ الشَّكْوَى17فَلَمَّا اجْتَمَعُوا إِلَى هُنَا جَلَسْتُ مِنْ دُونِ إِمْهَالٍ فِي الْغَدِ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلايَةِ، وَأَمَرْتُ أَنْ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ18فَلَمَّا وَقَفَ الْمُشْتَكُونَ حَوْلَهُ لَمْ يَأْتُوا بِعِلَّةٍ وَاحِدَةٍ مِمَّا كُنْتُ أَظُنُّ19لكِنْ كَانَ لَهُمْ عَلَيْهِ مَسَائِلُ مِنْ جِهَةِ دِيَانَتِهِمْ، وَعَنْ وَاحِدٍ اسْمُهُ يَسُوعُ قَدْ مَاتَ، وَكَانَ بُولُسُ يَقُولُ إِنَّهُ حَيٌّ20وَإِذْ كُنْتُ مُرْتَاباً فِي الْمَسْأَلَةِ عَنْ هذَا قُلْتُ: أَلَعَلَّهُ يَشَاءُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَيُحَاكَمَ هُنَاكَ مِنْ جِهَةِ هذِهِ الأُمُورِ؟21وَلكِنْ لَمَّا رَفَعَ بُولُسُ دَعْوَاهُ لِكَيْ يُحْفَظَ لِفَحْصِ أُوغُسْطُسَ، أَمَرْتُ بِحِفْظِهِ إِلَى أَنْ أُرْسِلَهُ إِلَى قَيْصَرَ"22فَقَالَ أَغْرِيبَاسُ لِفَسْتُوسَ: "كُنْتُ أُرِيدُ أَنَا أَيْضاً أَنْ أَسْمَعَ الرَّجُلَ" فَقَالَ: "غَداً تَسْمَعُهُ".


الملوك يتزاورون، والأمراء يتهادون هدايا نفيسة، وكُلٌّ يكرم ندَّه للتعاون معاً. وليس الرجل البسيط بين الأقوياء إلاّ كحبّة القمح المهروسة بين حجري الرحى.
كان أغريباسُ الثاني ابنُ الملك هيرودس أغريباس الأوّل (الأصحاح 12) أخاً لدروسلا، امرأة الوالي الروماني فيلكس الّذي ترك فلسطين. فزار أغريباس الثاني الوالي الجديد فستوس وبرفقته أخته الثانية برنيكي، ولم يكن لهذا الملك حقوق كثيرة ولا سلطة هامة، ولكن كان له الامتياز أن يعيّن رئيس الكهنة ويعزله مِن خدمته، مما يجعل له أهميّة كبيرة في قضيّة بولس.
والوالي فستوس، النشيط قصّ على الملك أغريباس قصّة بولس الغريبة، الّّتي يصعب على أيّ روماني أن يفهمها. فالمجلس الأعلى اليهودي طلب مِن الوالي، بكلّ إلحاح، أن يحكم على بولس بقتله سريعاً، عربوناً لاستعداده للتعاون مع المواطنين. ولكنّ شعور العدالة في الوالي الروماني عارض هذا الإلحاح، وطالب بعقد محاكمة رسميّة يتمثّل فيها الادعاء والدفاع. ولم يقدر اليهود أن يُلصقوا ببولس ذَنباً مدنيّاً، فظهر الرسول بالحقيقة بارّاً بريئاً.
أمّا الوالي الجديد، فسرعان ما أدرك، كالوالي القديم، أنّ الخلاف بين الطَّرفَين إنّما يدور حول أمور دينيّة غير متعلّقة بالسرقة أو الفتنة أو القتل، وتبلورت في ذهن الوالي المعرفة، مِن جراء الشكوى والاحتجاج، أَنَّ المسائل كلَّها كانت مرتكزةً على شخص واحد اسمه يسوع الناصري، وهذا قد مات. ولكنّ بولس يقول عنه إِنَّه حيّ. ويا للعجب! إذ أدرك فستوس الرجل الدنيوي سريعاً لبّ الإنجيل، وهذا هو اعترافنا وجوهر إيماننا، أنّ يسوع قد صُلب وقام مِن بين الأموات حيّاً إلى الأبد. فهل هذه الحقيقة التاريخيّة هي إيمانك أيضاً؟ وهل تجد في موت المصلوب وقيامته خلاصك ورجاءك وقوّتك؟ أَمْ لا تزال أعمى كالوالي المثقّف الّذي أدرك لبّ القضية، ولم يدرك جوهر يسوع حقّاً؟

السُّؤَال
لِم لم يدرك الوالي فستوس معنى موت المسيح وقيامته؟