Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
25:23فَفِي الْغَدِ لَمَّا جَاءَ أَغْرِيبَاسُ وَبَرْنِيكِي فِي احْتِفَالٍ عَظِيمٍ، وَدَخَلَا إِلَى دَارِ الاسْتِمَاعِ مَعَ الأُمَرَاءِ وَرِجَالِ الْمَدِينَةِ الْمُقَدَّمِينَ، أَمَرَ فَسْتُوسُ فَأُتِيَ بِبُولُسَ24فَقَالَ فَسْتُوسُ:"أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ وَالرِّجَالُ الْحَاضِرُونَ مَعَنَا أَجْمَعُونَ، أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ هذَا الَّذِي تَوَسَّلَ إِلَيَّ مِنْ جِهَتِهِ كُلُّ جُمْهُورِ الْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ وَهُنَا، صَارِخِينَ أَنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يَعِيشَ بَعْدُ25وَأَمَّا أَنَا فَلَمَّا وَجَدْتُ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ، وَهُوَ قَدْ رَفَعَ دَعْوَاهُ إِلَى أُوغُسْطُسَ، عَزَمْتُ أَنْ أُرْسِلَهُ26وَلَيْسَ لِي شَيْءٌ يَقِينٌ مِنْ جِهَتِهِ لأَكْتُبَ إِلَى السَّيِّدِ، لِذلِكَ أَتَيْتُ بِهِ لَدَيْكُمْ، وَلا سِيَّمَا لَدَيْكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ، حتّى إِذَا صَارَ الْفَحْصُ يَكُونُ لِي شَيْءٌ لأَكْتُبَ27لأَنِّي أَرَى حَمَاقَةً أَنْ أُرْسِلَ أَسِيراً وَلا أُشِيرَ إِلَى الدَّعَاوِي الَّتِي عَلَيْهِ".


كان أغريباس الثاني يطمح منذ زمن لرؤية بولس لولب المسيحيّة، فمهّد فستوس للقاء بينهما، وهكذا دخل ملك اليهود الأخير مع أخته وحاشيته بأبواق الموسيقى والهتاف إلى صالون الاستقبال الملكي، وبعده جاء فستوس الوالي ببهاء ووراءه ضبّاطه الأقوياء. وكان قد طلب مِن وجهاء المدينة في قيصرية أن يحضروا هذا الاجتماع الرسمي. وأخيراً طلب بولس الأسير المستضعَف ليمثلَ أمامَ هذا المشهد الباهر، بعد ما حبس سنتين ظلماً، لكنَّ المسيحَ قد حضر لبولس هذا الجمع الحاشد مِن النبلاء، الّذي لم يشهده رسولٌ أو مُبشِّرٌ مِنْ قَبْل.
وابتدأ الوالي هذه الجلسة بوصف طلب اليهود بأن يحكم هو على بولس مباشرة بالموت، وزاد على أخباره السابقة أنّ المجمع الأعلى في أورشليم ساند هذا المطلب بواسطة مظاهرة صاخبة في أزقّة القدس، ولكن لم يجد الوالي الروماني في محاكمته الأولى لبولس شيئاً يستحقّ به الموت. وبينما كان يستعدّ لإرساله إلى أورشليم للمحاكمة ثانيةً على يد اليهود، بناء على طلبهم، اغتنم بولس الفرصة، وقال إِنَّه يريد المثول لمحاكمته أمام القيصر. وهنا ابتدأت المشكلة عند فستوس، الّذي لم يَدْرِ كيف يُبرّر سَجن بولس مدّة سنتين، ولم يفهم أسباب المخالفة للشَّريعة اليهوديّة، الّّتي اتّهم بها بولس، إلاّ أنّ إنساناً ما اسمه يسوع قد مات وقام، ولا يريد أن يكتب هذا للقيصر لئلاّ يستهزئ به ويظنّه مصدقاً بالتقمّص والأشباح.
وللعجب فإن فستوس في العدد 26، وأمام المجمع العظيم، لم يسمّ القيصر سيّداً فقط بل الرّبّ، كما نقرأ في النَّصِّ اليوناني الأصلي، مما يدلّنا على أنّه في ذلك الوقت كان قد ابتدأ تأليه القيصر، الأمر الّذي سبب لكثير مِن المسيحيين بعدئذ، الاضطهاد والعذاب والألم والموت بوحشيّة، لأنّهم لم يسجدوا للقيصر، بل سلّموا أنفسهم لربّهم يسوع. فالمؤمنون به سموه الرّبّ بكلّ معنى الكلمة، فهو أعظم مِن القياصرة، وهو الله بنفسه وبهذا اللقب الّذي أطلقه الوالي على القيصر تَزلُّفاً، صار قريباً مِن المشكلة الهامة في كلّ زمان، وهي أنّه لا يستحقّ أحد أن يسمّى ربّاً إلاّ يسوع. فمَن هو ربّك؟ وَمَنْ تَخص؟ ومَن تخدم في كلّ حين؟

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نحمدك ونعظّمك ونسجد لك، لأنّك لست ميتاً، بل حيّاً، وأنت ربّ المجد، وقد غلبت الموتَ والشِّرِّيرَ والخطيئة. ثَبِّتْنا في ملكوتك، وَأَدخِلْ كثيرين مِن طالبيك إلى الحياة الأبديّة.