Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
26:16وَلكِنْ قُمْ وَقِفْ عَلَى رِجْلَيْكَ، لأَنِّي لِهذَا ظَهَرْتُ لَكَ، لأَنْتَخِبَكَ خَادِماً وَشَاهِداً بِمَا رَأَيْتَ، وَبِمَا سَأَظْهَرُ لَكَ بِهِ،17مُنْقِذاً إِيَّاكَ مِنَ الشَّعْبِ وَمِنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أَنَا الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِمْ،18لِتَفْتَحَ عُيُونَهُمْ كَيْ يَرْجِعُوا مِنْ ظُلُمَاتٍ إِلَى نُورٍ، وَمِنْ سُلْطَانِ الشَّيْطَانِ إِلَى اللّهِ، حتّى يَنَالُوا بِالإِيمَانِ بِي غُفْرَانَ الْخَطَايَا، وَنَصِيباً مَعَ الْمُقَدَّسِينَ19"مِنْ ثَمَّ أَيُّهَا الْمَلِكُ أَغْرِيبَاسُ لَمْ أَكُنْ مُعَانِداً لِلرُّؤْيَا السَّمَاوِيَّةِ،20بَلْ أَخْبَرْتُ أَّوَلاً الَّذِينَ فِي دِمَشْقَ وَفِي أُورُشَلِيمَ، حتّى جَمِيعِ كُورَةِ الْيَهُودِيَّةِ، ثُمَّ الأُمَمَ، أَنْ يَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا إِلَى اللّهِ عَامِلِينَ أَعْمَالاً تَلِيقُ بِالتَّوْبَةِ21مِنْ أَجْلِ ذلِكَ أَمْسَكَنِي الْيَهُودُ فِي الْهَيْكَلِ وَشَرَعُوا فِي قَتْلِي22فَإِذْ حَصَلْتُ عَلَى مَعُونَةٍ مِنَ اللّهِ بَقِيتُ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، شَاهِداً لِلصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وَأَنَا لا أَقُولُ شَيْئاً غَيْرَ مَا تَكَلَّمَ الأَنْبِيَاءُ وَمُوسَى أَنَّهُ عَتِيدٌ أَنْ يَكُونَ:23إِنْ يُؤَلَّمِ الْمَسِيحُ، يَكُنْ هُوَ أَّوَلَ قِيَامَةِ الأَمْوَاتِ، مُزْمِعاً أَنْ يُنَادِيَ بِنُورٍ لِلشَّعْبِ وَلِلأُمَمِ".


لم يسمح المسيح لشاول المنسحق أن يتشاءم وييأس في معرفة خطاياه، بل طلب منه إطاعَة الإيمان رأساً، وشجّعه وأمره أن يعمل خطوات جريئة إلى الأمام، لأنّ ظهور المسيح عنى للقاتل العنيد رحمةَ الغفران، ودعوةً إلى الخدمة، وإرساله إلى الفاسدين. لم يختر يسوعُ بولسَ شاهداً له، لكي يناقش معارف نظرية، أو يشعر بتموّجات العواطف، بل ليقول لجميع النّاس ويخبرهم كيف رأى الرّبَّ الحيَّ. هكذا أصبح المسيح المجيد مضمونَ شهادة بولس. وربّه أكّد له حمايته الشَّخصيّة ومرافقته، لكي لا يذهب منفرداً إلى اليهود والأمم، بل ممتلئاً باسم يسوع في قوّته، فمَن يعمل ضدّ بولس ويقبض عليه يتعدّى على الله بالذات.
أيّها الأخ، هل سمعت دعوة المسيح إلى التبشير؟ هل أدركت يسوع في مجده في الإنجيل؟ إِذاً فادرس معنا أمر الرّبّ للشهادة والخدمة الفعالة في العدد 18 حرفيّاً، فتفهم مقاصد المسيح ومعاني التبشير السبعة.
1 - أخوك الإنسان يحتاج لانفتاح عينيَ ذهنهِ الأعمى، بواسطة شهادتك عن المسيح الحيّ الحاضر.
2 - عندئذٍ يعرف ربَّه يسوعَ نور العالم، ويترك ظلماته بعزم وتوبة صادقة.
3 - وبما أنّ كلّ إنسان طبيعي مقيَّد بسلاسل الشَّيطان وقدرته الخبيثة، فهو يحتاج إلى خلاص المسيح، الّذي يحرّره في أعماق قلبه بقدرته الإلهيّة.
4 - مَن يؤمن بالمسيح المصلوب، يخلص مِن غضب الله والدينونة، ويتقدّم إلى القدّوس، خادماً ساجداً فرحاً.
5 - في ارتباطنا بالله يتحقّق غفران خطايانا وتطهير قلوبنا عمليّاً.
6 - حيث يحلّ الرّوح القدس في قلب مستعدّ يكون هو عربون المجد الآتي فينا.
7 - إِنّنا لا نكسب هذه المواهب الرّوحيّة كلّها بواسطة حفظ الشرائع، بل بواسطة الإيمان بالمسيح الحيّ، الّذي يعمل ويخلّص كلّ الّذين يلتجئون إليه.
أيّها القارئ العزيز، هل تحرّرت شخصيّاً مِن سلطان الشيطان، وتخدم الله بقلب مطهّر؟ هل اعترفت بخطاياك، وتركتها حقّاً، وتسلك في نور المسيح؟ عندئذ يدعوك الرّبّ القدير أن تخبر النّاس بخلاصه، لكي يَخلص كثيرون بواسطة شهادتك. أصغِ بدقّة إلى ما يقوله الرّوح القدس لك:
وقال بولس للملك أغريباس: إنّ ظهور المسيح وأمره غلباني، فأطعتُ رأساً ربّ المجد، فالتقائي بالمسيح هو دافع أعمالي، فكان ينبغي لي أن أبشّر بالتوبة والرجوع إلى المخلّص في دمشق والقدس، وفي كلّ أماكن المسكونة، إنّ المسيح حي، فأبشّر وأنادي وأقول لهم: ارجعوا عن أعمالكم الميتة، واخدموا الله القدّوس. موتوا لكبريائكم، ونفّذوا إرادة الرّبّ في قوّة الرّوح القدس. لا تستمرّوا في تخيّلاتكم الأنانيّة، ولا تبنوا مستقبلكم على استقامتكم الموهومة، بل أدركوا أنّكم تكادون تكونون شياطين. عندئذٍ تمدُّون أيديكم نحو المسيح ليخلّصكم أنتم، أيّها الأتقياء الوجهاء الشريعيون، أكثر حاجة إلى مخلّص، أمَّا الخطاة والمجرمون فهم يعرفون تلقائيّاً حاجتهم إلى التوبة والحياة الجديدة.
ولأجل هذه الشهادة عن حاجة النّاس للخلاص الّذي تمّ في المسيح، المصلوب والمُقام مِن الأموات، أبغض اليهود بولس، فليس تنجيس الهيكل، ولا الفتنة، ولا إنكار الشريعة هي الأسباب لهجوم المتعصّبين في أورشليم على بولس، بل محبّته ليسوع المسيح وشهادته الفعّالة، فلهذا حاول اليهود قتله، لأنّهم لم يؤمنوا أنّ يسوع المصلوب حيّ، فامتنعوا عن هذا الفكر، ولولاه لكان عليهم أن يعترفوا أنّهم كلّهم قتلة ابن الله وهالكون.
والرّبّ يسوع حفظ عبده في الهيكل مِن الجمهور الصاخب، لكي يستطيع أن يستمرّ بشهادته، أمام الملوك والبسطاء، الفلاسفة والجهلاء، بحقّ الحقيقة الإلهيّة. وشهادته تنسجم تماماً مع التوراة والأنبياء، أنّ ابن الله لم يأت كمخلّص سياسي، إنّما هو حمل الله الّذي يرفع خطيئة العالم. فلهذا وُلد الإنسان يسوع مِن روح الله، ليصالح البشر مع الله فلم يستطع أحدٌ آخر القيام بهذه المهمّة، إلاّ هو، فأثبت أنّه القادر على كلّ شيء، لأنّه قد غلب الموت، ومنحنا الحرّية مِن عبوديّة الخطيئة، وأعفانا مِن غضب الله. فليس الخلاصُ لليهود فقط، بل هو مفتوحٌ لكلِّ الأمم. المسيح هو المنتصر، وإنجيله ينتقل إلى كلّ البلدان بلا مانع، ونوره يشرق في الظلمة.

السُّؤَال
ما هي المبادئ السبعة في أمر المسيح بالتبشير؟