Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
27:38وَلَمَّا شَبِعُوا مِنَ الطَّعَامِ طَفِقُوا يُخَفِّفُونَ السَّفِينَةَ طَارِحِينَ الْحِنْطَةَ فِي الْبَحْرِ39وَلَمَّا صَارَ النَّهَارُ لَمْ يَكُونُوا يَعْرِفُونَ الأَرْضَ، وَلكِنَّهُمْ أَبْصَرُوا خَلِيجاً لَهُ شَاطِئٌ، فَأَجْمَعُوا أَنْ يَدْفَعُوا إِلَيْهِ السَّفِينَةَ إِنْ أَمْكَنَهُمْ40فَلَمَّا نَزَعُوا الْمَرَاسِيَ تَارِكِينَ إِيَّاهَا فِي الْبَحْرِ، وَحَلُّوا رُبُطَ الدَّفَّةِ أَيْضاً، رَفَعُوا قِلْعاً لِلرِّيحِ الْهَابَّةِ، وَأَقْبَلُوا إِلَى الشَّاطِئِ41وَإِذْ وَقَعُوا عَلَى مَوْضِعٍ بَيْنَ بَحْرَيْنِ، شَطَّطُوا السَّفِينَةَ، فَارْتَكَزَ الْمُقَدَّمُ وَلَبِثَ لا يَتَحَرَّكُ وَأَمَّا الْمؤَخَّرُ فَكَانَ يَنْحَلُّ مِنْ عُنْفِ الأَمْوَاجِ42فَكَانَ رَأْيُ الْعَسْكَرِ أَنْ يَقْتُلُوا الأَسْرَى لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُمْ فَيَهْرُبَ43وَلكِنَّ قَائِدَ الْمِئَةِ، إِذْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُسَ، مَنَعَهُمْ مِنْ هذَا الرَّأْيِ، وَأَمَرَ أَنَّ الْقَادِرِينَ عَلَى السِّبَاحَةِ يَرْمُونَ أَنْفُسَهُمْ أَّوَلاً فَيَخْرُجُونَ إِلَى الْبَرِّ،44وَالْبَاقِينَ بَعْضُهُمْ عَلَى أَلْوَاحٍ وَبَعْضُهُمْ عَلَى قِطَعٍ مِنَ السَّفِينَةِ فَهكَذَا حَدَثَ أَنَّ الْجَمِيعَ نَجَوْا إِلَى الْبَرِّ.


وفي الفجر أدركوا بفرح أنّ الله لم يرشدهم إلى منطقة صخريّة على الشاطئ بأمواج ضاربة هائجة مميتة، بل قادهم نحو خليج صغير هادئ وشاطئه رملي لطيف؛ فتشجّعوا لأنّ القادر على كلّ شيء، قاد سفينتهم المتراقصة وسط هيجان العناصر إلى جزيرة مالطة، ولم تنكسّر السفينة قبل الوصول. وأخذت الريح تقودهم في النهاية نحو الشاطئ الضحل المياه، وفجأة حدثت صدمة عظيمة، لأنهم اصطدموا بكثيبٍ رمليٍّ، فانغرز مقدّم السفينة في الرمل بشدّة، بينما انكسرت مؤخّرتها مِن عنف الصدمة وتلاطم الأمواج، فدخلها الماء كشلالات أنهر، فرفع العساكر سيوفهم سريعاً لقتل الأسرى، لأنّهم إن تركوهم يفلتون مِن بين أيديهم، فسيُلقَون هُم إلى الأسود بدلاً منهم. وهكذا أراد الشيطان حتّى آخر لحظة إبطال خلاص بولس، ومنع وصول الإنجيل إلى روما.
ولكنّ المسيح استخدم الضابط الإنسانيّ يوليوس الّذي راقب بولس في الأيام الماضية الصعبة وضيقاتها الهائلة، فوثق بنبوّة الرسول أَنَّ البَرَّ الّذي أمامهم هو جزيرةٌ، فلا يستطيع أحد الأسرى الهروب مِنها، فأمر بعدم قتل السجناء، ونظّم بانتباه طريقة إنزال جميع المسافرين عند انفجار السفينة، فسبح البعض إلى الشاطئ، وتمسّك بعضهم الآخر بألواح خشبيّة، ولم يغرق أحَدٌ في الأمواج المتعالية، فالجميع البالغ عددهم 276 شخصاً وصلوا إلى البرّ سالمين، ووقفوا على الصخور مبتلّين، مرتجفين مِن البَرْدِ وعظَّموا الله لخلاصهم.
ولقد أتمّ المسيح وعده لبولس، ومنح لأجله الحياةَ للضابط، والربّان، وصاحب السفينة، وكلّ ركّابها وسجنائها. وبنجاة بولس ورفيقيه، لوقا وأرسترخس، نجت نصوص ومخطوطات إنجيل لوقا وسِفر الأعمال، الّّتي كانت مخيّطة ضمن جلد، لا تتسرّب إليه المياه. فأراد المسيح ونفّذ إرادته، أن يصل الرسول والإنجيل إلى روما. ولا أحد يقدر أن يمنعه مِن تحقيق إرادته الخلاصيّة.

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ القدير، نشكرك لأنّك خلَّصت بولس وكلّ رُكاب السفينة مِن الغرق في البحر. فنؤمن أنّك تحفظنا نحن أيضاً مِن الغرق في الدينونة الأخيرة والتجارب الّتي تسبقها. ساعدنا لنحمل إنجيلك بقلوبنا وألسنتنا وسط بحر الشّعوب الهائج، ليخلص كثيرون ويطمئنُّوا رغم الهجومات الجهنّمية.
السُّؤَال
ما هي الحوادث الثلاث الّّتي خلّص المسيح بواسطتها الرسول ورفاقه؟