Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
4- إكمال السفر في الربيع إلى روما
(28: 11 - 14)
28:11وَبَعْدَ ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ أَقْلَعْنَا فِي سَفِينَةٍ إِسْكَنْدَرِيَّةٍ مَوْسُومَةٍ بِعَلامَةِ الْجَوْزَاءِ، كَانَتْ قَدْ شَتَتْ فِي الْجَزِيرَةِ12فَنَزَلْنَا إِلَى سِيرَاكُوسَ وَمَكَثْنَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ13ثُمَّ مِنْ هُنَاكَ دُرْنَا وَأَقْبَلْنَا إِلَى رِيغِيُونَ وَبَعْدَ يَوْمٍ وَاحِدٍ حَدَثَتْ رِيحٌ جَنُوبٌ، فَجِئْنَا فِي الْيَوْمِ الثَّانِي إِلَى بُوطِيُولِي،14حَيْثُ وَجَدْنَا إِخْوَةً فَطَلَبُوا إِلَيْنَا أَنْ نَمْكُثَ عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَهكَذَا أَتَيْنَا إِلَى رُومِيَةَ.


إنّها لأعجوبة كبرى، أنّ الله لم يحطم السفينة أثناء العاصفة في البحر الغاضب، ولم يرشدها إلى شاطئ مجهول خطر، بل قاد الضالين إلى جزيرة مالطة الشهيرة، وهناك كانت سفن كثيرة تشتّي، وفي وسط شهر شباط تعود السفن إلى الإبحار حول العالم. ولم يَخْشَ بولسُ الدُّخولَ إلى سفينةٍ تُبحر باسم إله الجوزاء وتمثاله المذهّب، لأنّ الرسول علم أنّ الآلهةَ والأصنامَ كُلَّها باطلةٌ وزائلةٌ، فالرّبّ وحده هو العظيم. وهكذا سافروا إلى عاصمة صقلية، ومِن هناك إلى مقدّمة الجزمة الإيطالية واستمرّوا متابعين الإبحار، مارين ببركان سترومبولي، حتّى وصلوا إلى خليج البركان فيزوف، فنزلوا عندئذ في ميناء بوطيولي القريب مِن نابولي.
وهناك كان المسيحيون يعيشون إخوةً في الإيمان، قبل أن يصلهم بولس. فلمّا جاءهم الرسول، رحّبوا به وبمرافقيه الكثيرين، وأضافوهم أسبوعاً كاملاً. ونرى مِن هذا الاستقبال، أنّ بولس لم يكن مجهولاً في إيطاليا، بل عرفوا أنّه سفير المسيح أنّى حلّ. وبدا مِن هذه الصحبة قرب نابولي، أنّ الضابط يوليوس قد أصبح مسيحيّاً، لأنّ إيمان بولس وراحة ضميره، ومحبّته الصابرة للناس، وسلطانه الرّوحي أثّرت في هذا الضابط، حتّى اتبع الأسير، وليس العكس. إنّه لاَنتصارٌ للمسيح كبير.
ومشت الفرقة الكبيرة مِن هناك على الطريق الواسع نحو روما، ولم يَترك لوقا وأرسترخس الرَّسولَ، بل بقيا أمينَين له في شركة الآلام. فبهؤلاء المؤمنين الثَّلاثة وصل موكب انتصار المسيح إلى عاصمة الحضارة آنذاك.

الصَّلَاة
نسجد لك أَيُّها الرَّبُّ يسوع المسيح، لأنّ أبواب جهنّم لا تستطيع أَن تتغلَّب على كنيستك. نشكرك لأجل حفظك بولس ورفاقه، ولبركاتك على جميع الموجودين في السفينة معهم. احفظنا في اسمك، لنصبح بركة لكثيرين.