Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
4:19فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا: "إِنْ كَانَ حَقّاً أَمَامَ اللّهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللّهِ، فَاحْكُمُوا20لأَنَّنَا نَحْنُ لا يُمْكِنُنَا أَنْ لا نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا"21وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضاً أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ اللّهَ عَلَى مَا جَرَى،22لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي صَارَتْ فِيهِ آيَةُ الشِّفَاءِ هذِهِ كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.


حكم المجمع الأعلى على الرسولين والمشفي، بأن لا يتكلّموا باسم يسوع. ولكنّ جواب الشاهدين كان النفي وقالا: ينبغي أن نطيع الله أكثر مِن النّاس، ونقاوم كلّ شبه حقّ أو تقوى مرائية. فليست هذه المعارضة روحاً ثوريّاً، بل إطاعة للرّوح القدس، الّذي لا يقود المؤمنين إلى ثورة مسلَّحة، بل إلى الشهادة ليسوع بكلّ مجاهرة. وقال الرسولان معاً: لا نستطيع الامتناع عن التكلّم بما رأينا وسمعنا. فقلباهما كانا مفعمين بالاختبارات مع المسيح المقام مِن بين الأموات. ومما يمتلئ القلب يفيض الفم. فماذا تتكلّم طيلة النهار؟ وكم مرّة يجري اسم يسوع مِن شفتيك؟ هل يسكن روح الرّبّ فيك، أَم يتسلّط عليك روح المال والنّجاسة واللامبالاة؟ إِنَّ ما تتكلّم به تكونه أنت، وماذا تصمت عنه لا تكونه. فشهود يسوع القدّيسون لا يستطيعون ترك تعظيمهم لربّهم الحيّ، لأنّهم حصلوا على الرّوح القدس الّذي جعلهم شهوداً لشخص يسوع. هذه هي وظيفتهم وخدمتهم وسلطانهم. إنّ قوّة الله تكمن في الشَّهادة عن أعمال يسوع وأقواله. فتكلّم ولا تصمت. ولكن صلّ قبل أن تتكلّم، لكيلا تصبح صنجاً يرنّ أو طبلاً يقرع.
لم يجد زعماء الشعب وسيلةً شرعيّةً للقضاء على شاهدَي المسيح، ولكنّهم حذروهما، وأوجدوا بتهديدهما قانوناً يعطيهم الحقّ بعدئذ في أن يخنقوا حركة المسيح. وللعجب كانت أورشليم كلّها مفعمةً بحمد الله، ومتعجّبة من الشِّفاء الغريب، وأدرك سكّانها تَوّاً أنّ هذه المعجزة تعني أنّ العلي لم يترك المدينة بعد، بل حنا على المساكين، وأنّ قوّة خلاصه تجري بواسطة شهود مسيحه.