Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
ب - أيام موسى
(20 - 43)
7:20وَفِي ذلِكَ الْوَقْتِ وُلِدَ مُوسَى وَكَانَ جَمِيلاً جِدّاً، فَرُبِّيَ هذَا ثَلَاثَةَ أَشْهُرٍ فِي بَيْتِ أَبِيهِ21وَلَمَّا نُبِذَ، اتَّخَذَتْهُ ابْنَةُ فِرْعَوْنَ وَرَبَّتْهُ لِنَفْسِهَا ابْناً22فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِراً فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ23وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ24وَإِذْ رَأَى وَاحِداً مَظْلُوماً حَامَى عَنْهُ، وَأَنْصَفَ الْمَغْلُوبَ إِذْ قَتَلَ الْمِصْرِيَّ25فَظَنَّ أَنَّ إِخْوَتَهُ يَفْهَمُونَ أَنَّ اللّهَ عَلَى يَدِهِ يُعْطِيهِمْ نَجَاةً، وَأَمَّا هُمْ فَلَمْ يَفْهَمُوا26وَفِي الْيَوْمِ الثَّانِي ظَهَرَ لَهُمْ وَهُمْ يَتَخَاصَمُونَ، فَسَاقَهُمْ إِلَى السَّلامَةِ قَائِلاً: أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَنْتُمْ إِخْوَةٌ لِمَاذَا تَظْلِمُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً؟27فَالَّذِي كَانَ يَظْلِمُ قَرِيبَهُ دَفَعَهُ قَائِلاً: مَنْ أَقَامَكَ رَئِيساً وَقَاضِيّاً عَلَيْنَا؟28أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ أَمْسَ الْمِصْرِيَّ؟29فَهَرَبَ مُوسَى بِسَبَبِ هذِهِ الْكَلِمَةِ وَصَارَ غَرِيباً فِي أَرْضِ مَدْيَانَ، حَيْثُ وَلَدَ ابْنَيْنِ.


اشتكى شهود الزُّور على استفانوس، فادَّعوا أَنّه أنكر موسى ورفضه وفسّر تعليمه تفسيراً خاطئاً؛ وهذا ما دفع استفانوس، ليشرح بتفصيل أكثر عن حياة موسى، وقال رأيه بوسيط العهد القديم صراحةً وارتجالاً. ونسمع أوَّلاً قصّة موسى لمّا كان صغيراً إِذْ صارت قبيلته شعباً منتشراً، قرّر المصريّون تحديدَ نسلهم، وقالوا: إن تركناهم يتكاثرون، فإنهم يتقوون أكثر مِنا، وإِنْ لم نستعبدهم يأكلوننا.
وفي أشدّ الضيق يكون الله أقرب إلى مؤمنيه. خبّأ أهل موسى طفلهم وهو رضيع في إحدى القنوات. فاسم موسى معناه المنتشل مِن الماء وقد تعالجت أمواج الضيق، لكن في قمة الكارثة، خلّص الله نبيه العتيد واستخدم العلي الكبراء ليثقّف موسى. فأُدخل هذا الفتى إلى عائلة فرعون، حيث تعلّم كلّ أسرار السحر المصري، وطقوس الأموات والعرافة، لأنّه لم يكن مؤمناً في حداثته، بل شريراً كسائر النّاس.
ولمّا أدرك بعدئذ، أنه ما كان مصريّاً، بل عبرانيّاً، وأنّ شعبه مستعبد معذّب، تدخّل فوراً بدون تخطيط، وقتل دهقاناً مِن المشرفين على شعبه المستعبد، فكل ثقافته لم تنفعه شيئاً، إلاّ أنّه وجد نفسه مفكّراً باقتداره على خلاص شعبه بالعنف وسفك الدم وهذا هو غرور الكثيرين، أنّهم يريدون تغيير الأحوال بالحيل والاغتصاب والقنابل، وكلّهم يسرعون وراء موسى، ويصبحون قتلة مجرمين، ولا يغيّرون بالحقيقة شيئاً، لأنّنا لا نحتاج إلى أحوال جديدة، بل إلى أناس متجدّدينّ. ففي زمن يسوع قتل زعماء إسرائيل ابن الله، مدّعين بأنّهم بذلك يخلّصون شعبهم، ولكن بالحقيقة بقيت القلوب كما كانت، لأن بواسطة الحروب والعبوديّة والظلم لا يصطلح العالم، بل يتزايد سوءاً.
وفكّر موسى أنّ شعبه يرحّب به كمخلّص، ويجعله ملكاً. ولكن عندما تخاصم اثنان مِن أبناء شعبه ورفضا توسّطه، أدرك بذكائه، أَنَّ كلّ كلمات الأُخُوَّة القوميَّة كذب، وكلّ فرد يحب ذاته فقط. فشعر موسى ببغض أقربائه، وشم خيانتهم له بكشف جريمته لدى القوّة المستعبدة، فهرب مباشرةً إلى البرّيّة، لأنّ أمّته قد رفضته.ونظيرَ هذا الرَّفض اختبرَ المسيحُ أيضاً. فقد قصد الله خلاص الشعب العنيد بواسطة ابنه، ليحرّرهم مِن عبوديّة الخطيئة والموت والشيطان، فيجدوا نعمةً في يوم الدينونة، ولكنّ أمّته لم تفهمه؛ فقد رفضوا يسوع مثلما رفضوا موسى، لأنّهم شعب الرَّفض وأهل القلوب القاسية. فكيف حالتنا؟ هل نحن أذكى مِن اليهود؟ هل نَقبل المسيح أم نرفضه أيضاً؟ أو لم نسمع صوت الرّوح القدس المنادي بنا اليوم؟
أصبح موسى لاجئاً بين البدو، وتعلّم في الصَّحارى والأوعارِ القناعةَ والتَّواضعَ ووظيفة الراعي، لأنّ عملية الرعويّة هي مهنةٌ صَعبة، تتطلّب مُراقبةً وجرأةً وصبراً وخُبرةً، ومِن المعقول أنّ موسى تعلّم في هذه السنين اللغة العربيّة أيضاً، لأنّ لغة مديان كانت أَحَدَ فروع اللغات الساميّة، وتزوج إحدى البنات المديانَّيات وأنجب مِنها ابنين فكان زواجه هذا خليطاً من عرب وإسرائيليين ممثَّلين بزعيمهم الأكبر (خروج 18: 1-7).

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ المبارك، احفظني مِن قوّتي الخاصّة، لكيلا أقصد خلاص نفسي بنفسي ولا تهذيب الآخرين بواسطة ذكائي، بل أطلب إليك أن يجدِّد روحك قلبي، وأن يطهّرني دم المسيح مِن كلّ زلاّتي. ارحمنا يا ربّ وقدّسنا، وأرشدنا إلى ملء خلاصك.
السُّؤَال
كيف نعلم أنّ التربية الصالحة لم تصلح موسى؟