Skip to content

Commentaries
Arabic
كولوسي
  
4:12يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ أَبَفْرَاسُ, الَّذِي هُوَ مِنْكُمْ, عَبْدٌ لِلْمَسِيحِ, مُجَاهِدٌ كُلَّ حِينٍ لأَجْلِكُمْ بِالصَّلَوَاتِ, لِكَيْ تَثْبُتُوا كَامِلِينَ وَمُمْتَلِئِينَ فِي كُلِّ مَشِيئَةِ اللَّهِ.13فَإِنِّي أَشْهَدُ فِيهِ أَنَّ لَهُ غَيْرَةً كَثِيرَةً لأَجْلِكُمْ, وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّة, وَالَّذِينَ فِي هِيَرَابُولِيسَ.14يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ, وَدِيمَاسُ.


ظهر في جدول أسماء الذين أرسلوا تحيَّاتٍ إِلَى الكَنِيْسَةِ في كُوْلُوْسِّيْ ولاَوُدِكِيَّة أبفراس الذي ذكر بالشُّكر في بداية الرِّسَالَة كأحد مؤسسي الكنيسة في كُوْلُوْسِّيْ (كُوْلُوْسِّيْ 1: 7 و 8). اهتم أبفراس بالنمو الروحي لكل واحد من هذه الكنيسة ومن الجماعة نفسها، وطلب إلى الرب أن يمنحهم الحكمة الروحية والثبات في وجه المجربين، وبخاصَّةٍ الكمال في المحبة والحق والامتلاء بملء لاهوت المسيح يسوع (كُوْلُوْسِّيْ 2: 10). لم تكن معرفة مشيئة الله تعني له علماً فكرياً جافاً، بل دعوة إلى طاعة شاملة حقيقية. سماه بولس كما سمى نفسه عبداً ليسوع المسيح (رومية 1: 1؛ فيلبي 1: 1؛ تيطس 1: 1 ألخ) يخدم ربه بلا قيد أو شرط، رافضاً المُضلِّين دعاة البِرِّ الناموسي الناقص. لم يكتف بولس بالاهتمام الرُّوحي بالكنيسة في كُوْلُوْسِّيْ، بل جاهد أيضاً من أجل الكنيسة في لاَوُدِكِيَّة وهيرابوليس. جعلت هذه الصلوات الكثيرة، في بيت سجن بولس الموضوع تحت الحراسة، منه مركزاً للقوة، تفيض وتخرج منه أنهارٌ وتيارات روحية للكنائس الجديدة المُجرَّبة.
نجد في هذه الرِّسَالَة إلى أهل كُوْلُوْسِّيْ فجأة اسم الطبيب اليوناني لوقا الذي سماه بولس بوقارٍ "الحبيب". رافق لوقا رسول الأمم في رحلته التبشيرية الثالثة من ترواس إلى أورشليم، والأغلب أنه جمع أثناء سجن بولس الاستجوابي في قيصرية الأخبار بعين الطبيب عن ولادة يسوع من مريم العذراء، وشفاءات يسوع العجيبة، وأمثاله البناءة، وجمع ثلاثة من أقوال يسوع على الصليب، وكتب عن ظهوراته المعزية بعد قيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ وانطلاقه في صعوده إلى السماء. ولولا الطبيب لوقا لما وصلتنا جميع الأخبار عن انسكاب الروح القدس، وعن اختبارات الكنيسة الأصلية في أورشليم وآلامها، وجميع التفاصيل التي في سفر أَعْمَال الرُّسُلِ. فنشكر الرب يسوع لأجل أمانة هذا الرجل الغريب الذي لم تكن اللغة العبرية لغته الأم، فرافق بولس مع أرسترخس في سفرته المرعبة في السفينة التي تحطمت على شواطئ مالطا، ثم أكمل معه الطريق إلى روما. إنَّ جميع الآيات المكتوبة بصيغة "نحن" في سفر أَعْمَال الرُّسُلِ تدل على أن لوقا قد اختبرها شخصياً. لقد تكلم بولس عن تفاصيل أَعْمَال الرُّسُلِ حتى إنَّنا نجد فيها ضمناً أفكار بولس ومبادئه.
مَن يتأمل هذه الأسماء المذكورة، يجد أنَّ بولس لم يخدم ربه منفرداً في روما، بل كان معه مرقس ولوقا الخبيران بسيرة المسيح وموته وقيامته. كما كان معه أيضاً النَّائبان عن الكنائس، تيخيكس من آسيا وأرسترخس من مقدونية. يدلنا هذا الأمر على أنَّ بولس لم يعمل مستقلاً على بنيان الكنائس، بل أرسل وهو مسجون خبراء لإنشاء ملكوت الله إلى جميع الكنائس في البلدان التي يحكمها الرومان. دامت هذه الخدمة المشتركة حتَّى قطع رأس الرسول.
يظهر أخيراً اسم ديماس إلى جانب أسماء الخدام الحاضرين مع الرسول. كان ديماس أصلاً من مساعدي الرسول، ولكنَّه لم يقدر أن يحتمل الجو المتوتر حول بولس المُراقب، وأدرك ببصيرته الخطر المحدق بهم، فانسحب إلى مدينته تسالونيكي، لأنه بحسب أقوال بولس قد أحب مرة أخرى أجواء الحياة الدنيوية (تيموثاوس الثانية 4: 10).

الصَّلَاة
نشكرك أيها الآب السماوي لأنك أوقفت بجانب بولس في السجن إخوةً وخدَّاماً كي لا يحتمل الأخطار والتجارب منفرداً، بل يتمكَّن مع زملائه مِن تقوية الكنائس الحديثة في الأناضول واليونان، بواسطة إيمان شركائه وصلواتهم، ونقلهم الرسائل إلى الكنائس المتعددة. قوِّنا إذ ندخل في ضيقات وتجارب، حتى لا تنتهي خدماتنا في الكنائس، بل نثبت مطعَّمين في جسد ابنك يسوع المسيح الرُّوحي. آمين.
السُّؤَال
بماذا تشهد أسماء الذين أرسلوا التَّحيات في نهاية الرِّسَالَة إلى أهل كُوْلُوْسِّيْ؟