Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
2:20مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ فَأَحْيَا لاَ أَنَا بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ إِيمَانِ ابْنِ اللهِ الَّذي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَِجْلِي.21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ، لأَِنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّاموس (شريعة موسى) بِرٌّ فَالْمَسِيحُ إِذًا مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.


شهد بُوْلُس أمام بطرس بإيمانه بكلِّ بلاغةٍ، مبرهناً له أنَّ الإيمان ليس مركَّباً مِن فكرٍ وعِلمٍ ومجرَّد اعتقادٍ، بل هو الموت عن الخطيئة والأنا، والحَيَاة الجديدة في المسيح. فتقدَّم بُوْلُس إلى جوهر إيماننا بكلامه هذا عن صَلبنا مع المسيح وقيامتنا معه إلى الحَيَاة الإلهيَّة. فمَن تعلَّق بيسوع مات معه وانفصل عن الخطيئة والنَّاموس (شريعة موسى) والموت والتَّجارب والحساسية المرهَفة، لأنَّ محبَّتنا للمسيح تُعلِّمنا أن نُبغض الخطيئة ونرفضها بكلّ عزيمةٍ. ويرى المؤمنون، في الوقت نفسه، عمل روح الله القُدُّوْس في ذواتهم، وهذا الروح هو حياة المسيح وشخصه. فيستطيع المَسِيْحِيّ أن يقول بكلٍِّ تواضعٍ ويقين: إنَّ المسيح يحيا بملئه فيَّ.
لا شكَّ أنَّ لنا هذا الإيمان بالتَّصيير، وليس بادِّعاء الكمال، لأنَّ الصِّراع بين الروح والجسد يستمرُّ ليلاً نهاراً. إنَّما ارتباطُنا الإيماني بابن الله يكفل لنا تكميله إيَّانا بالنِّعْمَة، لأنَّه حيٌّ، ويُحبُّنا، وقد برهن على محبَّته لنا بموته عوضاً عنّا. فنستطيع أن نشهد لك أنَّ المسيح يُحبُّك شخصيّاً، وقد مات مِن أجلك، وقام لتبريرك. فأنت لست وحدك، فهو ينصرك ويُكمِّلك إنْ ثَبَتَّ فيه، ولم تنفصل عنه أبداً.
يناديك بُوْلُس الرَّسُوْل قائلاً: لا استقامتك، ولا حفظك للوصايا، ولا نَسَبك الأصيل، ولا شهاداتك الدِّراسية العليا كلُّها تُخلِّصك؛ بل إنَّ ما يُخلِّصك هو نعمة المسيح وحدها. فإن ارتبطتَ بالإيمان بحَمَل الله، فلن تحتاج إلى بِرٍّ زائدٍ؛ ولكن إن ظننتَ أنَّ عليك أن تُضيف برّاً خاصّاً إلى بِرِّ المسيح، فتشهد بهذا الخطأ أنَّ المسيح لم يغفر ذنوبك حقّاً، وتجعله كاذباً. لكنَّنا نحمد الله على مصالحة يسوع العالم بالله. فمن يؤمن يتبرَّر، ومَن يعرف المسيح يُعظِّم النِّعْمَة بوصفها الطَّريق الوحيد للخلاص.
هكذا أوضح بُوْلُس لقُرَّائه في غَلاَطِيَّة أنَّه رسول المسيح المُعيَّن للأُمم، وأنَّه غير مرتبط ببطرس، بل منسجم معه في مبادئ الخلاص، وقد وبَّخه عندما أخطأ، دون أن يتمكَّن هذا الأخير مِن الاحتجاج عليه. فبرهن بُوْلُس أنَّه رسول المسيح حقّاً، وحرَّرَنا مِن الخضوع للمبادئ اليهوديَّة. فنحن لسنا ناموسيِّين بل أحياء في المسيح ثابتين في نعمته.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ يسوع المسيح، نُعظِّمك ونشكرك لأنَّك أوجَدْتَ فداءً كاملاً، وبرَّرتَنا نهائيّاً، فلسنا بحاجةٍ إلى إضافة أَعْمَالنا النَّاقصة. ساعدنا على أن نشترك في موتك وقيامتك، فنعتبر أنفسنا أمواتاً عن الذُّنوب والنَّاموس (شريعة موسى) والدُّنيا كلِّها، ونحيا فيك كما أنت ساكنٌ فينا بملء سلطانك، ونُحبّك لأنَّك أحببتَنا أوَّلاً. أنت ابنُ الله القدير مخلِّصنا ومُكمِّلنا.
السُّؤَال
ما هو جوهر إيماننا؟