Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
1:7وَعَنِ الْمَلاَئِكَة يَقُولُ الصَّانِعُ مَلاَئِكَتَهُ رِيَاحًا وَخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَارٍ.8وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ كُرْسِيُّكَ يَا أَللَّهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ.9أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلَهُكَ بِزَيْتِ الاِبْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ.


يستمرُّ كَاتِب هَذِهِ الرِّسَالَةِ في توضيح جلال ابن الله، وهو موضوع افتتاحيَّة الرِّسَالَة، فيبرهن عظمته بِوَاسِطَةِ عشرة أدلَّة مِن العهد القديم، ويُطبِّق تفسيرها على المسيح بقوَّة الرُّوْح القُدُس، محاولاً إقناع قرَّائه، بمساعدة هذه الآيات، أنَّ المسيح هو ابن الله الفريد، الأعلى مِن جميع المَلاَئِكَة الأجلاَّء على الإطلاق، كما يلي:
1- يُخبرنا المزمور 104: 4 أنَّ الله جعل المَلاَئِكَة أرواحاً وخُدَّاماً كلهيب النَّار. فهُم لم يكونوا موجودين عندما وُلد ابن الله قبل جميع الدُّهور، بل صنعهم الله بَعْدَئِذٍ، وأمرهم بخدمته. لقد ظهر ملاك الرَّب لموسى في العلَّيقة بِوَاسِطَةِ لهيب نارٍ، لأنَّ المَلاَئِكَة لا يمكن رؤيتها، فهي ليست مادَّةً بل روحاً ومجداً ونوراً، كما أنَّها أسرع مِن النُّور، وقادرةٌ على اختراق الجدران والحواجز.
2- نرى في المزمور 45: 7 و 8 أربع صفاتٍ لابن الله، منها أنَّه ملكٌ وعرشه أبديٌّ. فهل قرأت يوماً وصف عرش الله في (حزقيال 1و 2 ورؤيا يُوْحَنَّا 4)؟ تعمَّق في هذه الإعلانات عن مجد كرسيِّ إلهِنا، لأنَّه هو نفسه عرش المسيح.
3- ويقول الرُّوْح القُدُس في الرِّسَالَة إلى العِبْرَانِيِّيْنَ 1: 9 إنَّ المسيح هو الله. فنجد الابن يُخاطب بالاسم الفريد "الله". وهذه العبارة لا تعني تعدُّد الآلهة، بل تثبيتاً لوحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس التي هي وحدةٌ روحيَّةٌ مفعَمَةٌ بالمحبَّة والحَقِّ.
4- إنَّ سِرَّ سلطان ابن الله هو بِرُّه واستقامته وحَقُّه وعَدلُه. فالمسيح إلهٌ مجيدٌ ليس فقط حسب جوهره وهيئته، بل في خدمته وعمله أيضاً. وتُرينا الرِّسَالَة إِلَى أَهْلِ رُوْمِيَة كيف ثبَّت الله برَّه غير ملومٍ، حين برَّرنا المسيح بإيماننا به دون حفظنا للشَّريعة؛ فلم يهلكنا بحسب استحقاقنا لأجل خطايانا، بل أرسل ابنه ليرفع خطيَّة العالم، فأباد في عَدله حبيبَه على الصَّلِيْب، لكي نتحرَّر مِن الدَّيْنُوْنَة. فنيابة الابن عنَّا ثبَّتَت بِرَّ اللهِ لأنَّ يسوع قد أكمل البِرَّ كلَّه.
ويمكننا أن نقول إنَّه لولا تبريرنا بالنِّعمة، لَما كانت ثمَّة حاجةٌ لظهور الله بأقانيمه الثَّلاثة. إذاً لأجل تنفيذ الصَّلِيْب فقط، أعلن الله المحبُّ ذاته كآبٍ وابنٍ وروحٍ قُدُسٍ. فمَن يحتقر الصَّلِيْب ووحدة الثَّالوث يرفض باحتقاره هذا صميم جوهر الله الذي حجب وجهَه عن ابنه فترةً، لكي نتَّحد نحن به في برِّه العظيم.
5- إنَّ مسحة يسوع مِِِن الرُّوْح القُدُس فاقت في عظمتها كلَّ مسحةٍٍٍٍٍٍٍ أخرى مُسح بها الملوك والأنبياء والكهنة، لأنَّ يسوع كان المسيح الممسوح الحقَّ. وقد أعلن الرُّوْح القُدُس عن هذا المسيح قوله الفريد الذي هو بالنَّص اليوناني: "مسحك يا الله إلهك بزيت الابتهاج". لا يمكننا تفسير هذه الكلمات بلغاتنا البشريَّة، ولكنَّنا نقبلها بتواضع، ونُدرك أنَّ في هذا المسيح الإلهي تمَّ برُّ الله وتبرير أهل المَلَكُوْت معاً. فهدفُ تبريرنا هو ابتهاج الله، لكي يفرح الآب والابْن والرُّوح القُدُس فرحاً عظيماً، لأنَّه قد رجع إلينا أبناءٌ ضالُّون كثيرون كانوا أمواتاً في الذُّنوب، وها هم أحياء في مسح الرُّوْح القُدُس المُعطى لهم.