Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
11:30بِالإِيمَانِ سَقَطَتْ أَسْوَارُ أَرِيحَا بَعْدَمَا طِيفَ حَوْلَهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ.31بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ


لا يمكن إرضاء الله بدون إيمان. فعلى مَن يُريد الاقتراب منه أن يؤمن به، وهو يجازي الذين يطلبونه. إنَّ هذا الشِّعار المذكور في العدد السادس هو الخيط الأحمر في حياة جميع المؤمنين.
كان صعباً على يشوع أن يفتح أريحا بحصونها الضَّخمة بدون أسلحةٍ مدمِّرةٍ. ولكنَّ ملاك الرَّب جاءه بالسَّيف الملتهب، ودان كلَّ خطيَّةٍ في القائد كيلا يبقى شيءٌ خاطئٌ يفصله عن الله. وبعد هذا الانكسار الرُّوحي ابتدأ يشوع بالطَّواف سبعة أيَّامٍ، وتابوت العهد في وسط الموكب. واستهزأ الأعداء مِن على الأسوار بالبدو الرُّحَّل المساكين. لكنَّ هؤلاء الرُّحَّل آمنوا بقوَّة إلههم؛ فزعزعت الزَّلازل الأسوار في اليوم السَّابع لطوافهم، بينما كان يشوع والكهنة يُصلُّون ليل نهار. وهذا هو المبدأ في الجهاد الرُّوحي حتَّى اليوم: "هَذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ إِيمَانُنَا".
فاعلم يا أخي العزيز أنَّ الله ينتصر بِوَاسِطَةِ إيمانك. قد تخدم الرَّب كثيراً، وتُحدِّث الناس عن محبَّته، وتُصلِّي ساعات طويلة؛ ولكنَّ القاطع هو إيمانك، وهو أن تثق بقلبٍ ثابتٍ بحضور القدير وعزمه على أن يُخلِّص الناس لأجل صلواتك الكَهَنُوْتيَّة. إنَّك تعيش في الجهاد ليل نهار، فتخصُّك أنت أيضاً هذه الآيات الشَّهيرة: إِيْمَانُك قَدْ خَلَّصَك. ألقِ رجاءك بالتَّمام على النِّعمة وقُل: لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي.
إنَّ الإيمان وحده، وليس سلوكنا الشَّريف، هو الذي يُنشئ انتصارات الله. وهذا ما ظهر في الزَّانية راحاب التي مِن أريحا. فهذه المرأة لم تكن صالحةً، ولكنَّها شعرَت مِن خلال سلوك رجال الله الذين التجأوا إلى بيتها السَّيِّء أنَّ قوَّة الرَّب كانت تُرافقهم، وهُم لم يمرُّوا كرجالٍ نجسين بغرفتها. فأدركَت أنَّهم لم يكونوا زناةً، بل مؤمنين. وأيقنَت بحضور الله معهم.
ارتجفت الزَّانية، وآمنَت بسلطان هذا الإله القدير، وطلبَت إلى الجاسوسَين ألاَّ يقتلها الغالبون إذا فتحوا المدينة عنوةً. تأكَّدَت هذه الزَّانية مسبقاً بِوَاسِطَةِ التقائها رجال الله هؤلاء أنَّ ربَّهم سيُهلك المدينة الشِّريرة. فوعداها بالحماية رغم أنَّ ساعة الفتح كانت بعيدةً. والله ثبَّت إيمانها المبنيَّ على الخوف، لأنَّ كلَّ مؤمنٍ بقدرته يُرضيه.
وعلَّقَت راحاب خيطاً أحمر على شبَّاكها المحاذي للسُّور، رمزاً للوعد الذي نالته بحمايتها مِن جيش الهلاك. وفسَّر آباء الكنيسة منذ ابتدائها هذا الخيط الأحمر بأنَّه رمزٌ للمسيح، لأنَّ الخطَّ الأحمر مِن دمه هو الرَّجاء الوحيد لحياة المؤمنين، أن ينجوا مِن الدَّيْنُوْنَة المهلكة. فكان على الزَّانية أن تشهد باستحقاقها الموت. ولكنَّها لأجل إيمانها برمز الخيط الأحمر خلصت. فكم بالحريِّ نحن، الذين لسنا أفضل مِن راحاب، سننجو بدم المسيح الأحمر الذي سفكه لأجلنا ولأجل جميع الزُّناة.
بهذه الأمور المتعدِّدة أراد كَاتِب الرِّسَالَةِ أن يُبرز لكنيسته أنَّ آباء الإيمان آمنوا مسبقاً قبل أن ينالوا الموعد. فلم يكن إيمانهم تصديقاً جافّاً لأمورٍ ماضيةٍ، بل رجاءً جسوراً لأحداثٍ مقبلةٍ ويقيناً بأمورٍ غير منظورةٍ. فمجيء المسيح هو سبب للرَّجاء والشُّكر والإيمان الجَسُور، لأنَّ ربَّنا يأتي حتَّى وإن لم نؤمِن به.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ السماوي، أخجل لأجل قلَّة إيماني، ولأنَّني أهتمُّ بأمور الحياة أكثر مِن اهتمامي بك. بين يدَيك أُسلِّم ذنوبي ونجاستي وفشلي وشكوكي وجهالتي، لكي تغلبني وتُثبِّتني في إيمانٍ متواضعٍ شكورٍ، ليس لأجل نفسي فقط، بل لأجل جميع الناس الذين ربطتَني بهم. انتصر يا ربّ في حياتهم، لأنَّني أطلب إليك هذا مؤمناً.
السُّؤَال
كيف ظهر رجاء الإيمان في القائد يشوع والزَّانية راحاب؟