الإيمان بدون أعمالٍ ميتٌ. والشَّهادة بدون تضحياتٍ بالمال والوقت شهادةٌ كاذبةٌ. ولا يؤمن إنسانٌ بمحبَّتك إن لم تتحقَّق عمليّاً. فقدِّم مِن مالك، واحمل أثقال الآخرين. زر المرضى، وأعطِ المساكين مِن ملابسك. اطلب إلى يسوع أن يمنحك عينين مفتوحتين تلاحظان الضِّيق في محيطك؛ فالعالَم مليءٌ بالفقراء والمرضى والمساكين.
ولكنْ تذكَّر أنَّ هذه الأعمال الصَّالحة لا تُبرِّرك، ولا فضل لك فيها، بل هي نتيجةٌ طبيعيَّةٌ لتبريرك بالمسيح، وشكرٌ لتضحيته السَّماوية. فلا تُضحِّ بالمال راجياً أن يُعيده الله إليك، ولا تحبّ الله طمعاً في قبوله إيَّاك، بل لأنَّه قد قَبِلك رغم نجاستك، وبرهن محبَّته لك في المسيح. فكُن إنساناً شكوراً، وأدرك الفرق المبدئيَّ بين المفديِّ وغير المفديِّ؛ فلا حاجة لنا أن نتعب في إنشاء خلاصنا، فقد أكمله المسيح، ونحن قبِلنا خلاصه بالإيمان. لذلك نشكره لهذا الخلاص التَّام بِوَاسِطَةِ خدماتنا العمليَّة للمتضايقين. فمحبَّة الله المتحرِّكة في قلوبنا تدفعنا إلى خدمات الرَّحمة. والمسيح يجول اليوم في عالمنا اليائس ليُعزِّي ويشفي ويُبارك كما فعل سابقاً. فهل ترافقه في جولته الخلاصيَّة، أم تتركه وحيداً؟ هل تحبُّ مالك أكثر مِن الله؟ افتح جزدانك، ولا تكُن بخيلاً بل شكوراً مضحِّياً.