Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
12- أطيعوا المَسْؤُوْلين في الكنيسة، وصلّوا لأجلهم
(13: 17- 19)
13:17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا لأَِنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَِجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ لاَ آنِّينَ لأَِنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ18صَلُّوا لأَِجْلِنَا. لأَِنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيرًا صَالِحًا رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَنًا فِي كُلِّ شَيْءٍ.19وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ.


يوجَد في كلِّ كنيسةٍ منظَّمةٍ شيوخٌ وقسوسٌ وأساقفةٌ ومَسْؤُوْلون. فإن ظهر سلوكهم حسناً وشهادتهم قويَّةً، يكون المسيح قد دعاهم شخصيّاً. وهم قدوةٌ للكنيسة في التَّواضع المتزايد والخدمة الفعَّالة والصلوات المستمرَّة. قد ماتوا عن ذواتهم والمسيح يحيا فيهم. فلا يُمارسون ما تُمليه عليهم رغباتهم، بل قد صاروا عبيداً لمحبَّة الله.
فيَنْبَغِي لأعضاء الكنيسة أن يخضعوا للمدعوِّين مِن الرَّب، ويُطيعوا إرشاداتهم، ليس لسيطرة الروح الدكتاتوريَّة في الكنيسة، بل للتَّدرب على الخضوع، لأنَّ الثائرين والعصاة هم مِن الشَّيطان. أمَّا روح المسيح فيُرشدنا إلى الوداعة والتَّواضع والخضوع المتبادَل. المسيح نفسه هو قدوتنا، ورسله تبعوه. والمحبَّة لا تُغيِّر الأوضاع بالقوَّة، بل بالصَّلاَة والصَّبر.
والشُّيوخ والمَسْؤُوْلون يعلمون أنَّهم ليسوا أسياداً مستقلِّين، بل هم مَسْؤُوْلون تجاه ربِّ الكنيسة مباشرةً، وعليهم أن يؤدّوا الحساب. فيسألهم: هل زرتم أعضاء الكنيسة فرداً فرداً، وصلَّيتم معهم، وأفهمتموهم اسم المسيح، ووضعتم عليهم بركة الرَّب، وشجَّعتموهم على الخدمة الفعليَّة والشَّهادة الجريئة؟ هل وعظتموهم وكشفتم ذنوبهم، كيلا يطلب الرَّب منكم الأنفس المستودَعَة بين أيديكم؟
هل تُنكِّد عَيْش راعي كنيستك؟ هل يُفكِّر هو فيك بأنَّاتٍ أم بفرحٍ؟ هل تساعده في خدمته، أم أنت مهملٌ في واجباتك الرُّوحية؟ هل أنت عبءٌ على كنيستك، أم عاملٌ نافعٌ وحاملٌ عبء غيرك؟ إنَّنا نُفصح لك عن سرٍّ كبيرٍ وهو أنَّ مَن يخدم يتقوَّ، ومَن يكسل يضعف، ومَن يُتاجر بالوزنات التي أودعه الله إيَّاها بأمانةٍ ينلْ مِن ربِّه مَسْؤُوْليَّاتٍ أجسَم. أمَّا الذي لا يتحرَّك ولا يعمل لربِّه، فيأخذ ربُّه منه كلَّ ما أعطاه مِن قوَّةٍ ومواهب.
يطلب الوَاعِظ من رعيَّته، في نهاية رسالته، بكلِّ تواضعٍ، أن يبتهلوا لأجله. وهو يعترف بطلبه هذا بأنَّه كان راعياً مَسْؤُوْلاً لكنيسةٍ أو كنائس معيَّنةٍ، وأنَّه بحاجةٍ إلى صلوات جميع أعضاء كنيسته. القسوس والكهنة والوعاظ والأساقفة كلُّهم مُدرَجون في لائحة الشَّيطان السَّوداء، فيُجرِّبهم أكثر مِن سواهم، لأنَّ الشِّرير ينشد إسقاط الرُّعاة أوَّلاً كي تتبدَّد الرَّعية تلقائيّاً. لذلك صلِّ يا أخي بأمانةٍ لأجل شيوخ الكنيسة والمَسْؤُوْلين فيها، كي يُثبِّتهم الله أمناء لروح الإِنْجِيْل. وصلِّ أيضاً لأجلنا نحن مؤلِّفي هذه الدُّروس والتَّأمُّلات في كلمة الله، لأنَّنا نحتاج دائماً إلى إرشاد الرَّب، ولا نستطيع أن نكتب كلمةً واحدةً نافعةً بدون الاستنارة بالرُّوْح القُدُس. لذلك نحتاج في كلِّ حينٍ إلى صلاتك؛ ونحن بدورنا نُصلِّي لأجلك ولأجل قرَّائنا جميعاً كي يُجهِّزكم المسيح بملء الله على أساس دمه المسفوك لإيمانكم به.
بَعْدَئِذٍ يشهد الوَاعِظ بعبارةٍ عظيمةٍ أنَّ له ضميراً صالحاً، وأنَّه في حالة اطمئنانٍ تامٍّ، ليس لصلاحٍ في ذاته، بل لأنَّ المسيح أصلحه بدمه. وللكاتب سببٌ آخر للضَّمير الصَّالح، فهو قد حفظ نفسه بإرشاد الرُّوْح القُدُس بلا لومٍ في الحياة اليوميَّة. لم يقُل إنَّه بريءٌ وبلا لومٍ، لأنَّ حكماً كهذا يُصدره الله؛ ولكنَّه شهد أنَّه يطمح ويتغرَّب، ويطلب أن يعيش في انسجامٍ مع ربِّه المسيح دائماً.
ربَّما كان الوَاعِظ آنَذَاكَ مسجوناً، أو عبداً، أو منبوذاً حتَّى إنَّه لم يقدر أن يزور كنيسته كما أراد. ولذلك طلب الابتهال للانطلاق إلى الخدمة، والعودة إلى فرح الشَّركة مع الإخوة. وهكذا نحتاج نحن أيضاً إلى ابتهالاتك، أيُّها الأخ العزيز، لأجل خدمتنا التَّبشيرية بِوَاسِطَةِ الكتب والمنشورات، كي يُساعدنا الرَّب على توزيعها وتحقيق الغاية المنشودة منها، فيحصل كلُّ إنسانٍ على كلمة الله التي يجوع إليها. ألا تظنُّ أنَّ هذه الطِّلبة المستمرَّة واجبةٌ علينا؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ، نَشْكُرُكَ لأنَّك دعوتَنا إلى الخدمة والشَّهادة؛ فعلِّمنا الصَّلاَة والتَّبشير والخدمة، لأنَّنا بطَّالون وجَهَلَةٌ ومُعاندون. قدِّسْنا للاجتهاد في اتِّباعك، وافتح الطَّريق لتصِل كلمتك إلى جميع الناس المشتاقين إلى خلاصك. نطلب توزيع البريد بطريقةٍ منظَّمةٍ في جميع أنحاء العالم، وبروز شهودٍ متواضعين يُبلغون اسمك إلى جميع النَّاس.
السُّؤَال
لماذا يَنْبَغِي لنا أن نخضع للمَسْؤُوْلين في الكنيسة؟