Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
11- اثبتوا في النِّعمة الظَّاهرة في المسيح
(13: 7- 16)
13:7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَِى الأَبَدِ.


هل تعرف مسيحيّاً ناضجاً قدِّيساً؟ هل رأيتَ في أحد أتباع يسوع صورة أبيك السَّماوي؟ تأمَّل كلمات بولس الرَّسول الشَّهيرة:

كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ
كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ
إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ
فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا.
وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ وَتَسَلَّمْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمُوهُ وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ
فَهَذَا افْعَلُوا
وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ
(فيلبي 4: 8- 9)

لقد جعل الرسول، بقوله هذا، سلوكَه مقياساً لحياة كنيسته، ليس تكبُّراً، بل لأنَّ قوَّة المسيح قد أنضجت ثماراً كثيرةً في الرَّسول، حتَّى إنَّه قال بمجاهرةٍ: "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلاَدٍ أَحِبَّاءَ. وَاسْلُكُوا فِي الْمَحَبَّةِ كَمَا أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَِجْلِنَا قُرْبَانًا وَذَبِيحَةً لِلَّهِ رَائِحَةً طَيِّبَةً" (أَفَسُس 5: 1- 2). والرَّب يدعو جميع شيوخ الكنيسة والمَسْؤُوْلين فيها أن يكونوا قدوةً جليَّةً أمام الجميع. فالعظات الطَّويلة والكلمات الكثيرة قد لا تحقِّق الغاية المنشودة في كثيرٍ مِن الأحيان، أمَّا شهادة الحياة والسُّلوك في التَّضحية وخدمة المحبَّة العمليَّة فتتلقَّفها أذهان الكثيرين بسرعةٍ، وتَنْفُذ إلى أعماق قلوبهم مهما كانت قاسية.ً
ويهيب الوَاعِظ بنا أن نتأمَّل نهاية المَسْؤُوْلين. هل يموتون مطمئنِّين محفوظين في يسوع، ممجِّدين إيَّاه وهم تحت الاضْطِهَاد، كما حصل في روما؟ إنَّ هذه النِّعمة بارزةٌ في حياة المسيحي النَّاضج أنَّه يثبت إلى المنتهى، إلى آخِر لحظةٍ مِن حياته، مطمئنّاً في المسيح، ويغلب حتَّى وإن جرَّبه الشَّيطان وحاول نزعه مِن النِّعمة. فالمسيحيُّون يظلُّون فرحين في الرَّجاء، صابرين في الضِّيق، مواظبين على الصَّلاَة.
وسرُّ حياتهم ليس نشاطهم الشَّخصي، ولا إيمانهم المعتمِد على مجرَّد التَّصديق والفكر والمعرفة، بل اتِّصالهم المباشَر بالمسيح واتِّحادهم به. فهذا النوع مِن الإيمان صار ينبوع قوَّتهم، لأنَّ المسيح يعمل فيهم. فليسوا منعزلين، بل هو معهم، ويُنجحهم على الدَّوام. ومِن معرفتنا هذه تظهر لنا قوَّة بولس وبطرس ويُوْحَنَّا ورجال الله الآخرين؛ فنرى فيهم كيف عمل المسيح في عالمنا بِوَاسِطَةِ ثقتهم. وربُّنا لا يتغيَّر، بل هو مستعدٌّ في كلِّ زمانٍ أن يغدق بركاته على الذين يُكرمونه بثقتهم.
مَن هو يسوع المسيح؟ وهل يستحقُّ أن يكون متَّكَلَنا؟ هل تريد أن تربط نفسك بشخصه إِلَِى الأَبَدِ؟ ادرس المسيح حتَّى لا تندم إن سلَّمتَ حياتك له.
1- المسيح أزليٌّ، وهو كائنٌ قبل خلق العالم وحيٌّ إِلَِى الأَبَدِ. وإن زالت العناصر كلُّها في غضب الله، يظلّ المسيح الحقيقة الثَّابتة وسط الزَّوال. راجع صفاته في الآيتين الأولى والثَّانية مِن الأصحاح الأوَّل فتعرفه.
2- صار يسوع إنساناً. ولذلك فهو يفهمك ويتفهَّم مشاعرك جيِّداً، فلا يرفضك في ضعفك. لقد جُرِّب مثلنا، ومات عوضاً عنَّا، وغلب الموت ظافراً. وهو وحده القادر أن يُحرِّرك مِن خوف الموت، ويمنحك الحياة الأبديَّة. فمحبَّته هي سرُّ فدائه.
3- يسوع المسيح هو رئيس الكهنة عند الله. وقد كانت غايته منذ تجسُّده مصالحة الخطاة والخليقة كلِّها مع الله. ولهذه الغاية صار إنساناً وبذل ذاته. وهكذا يجلس اليوم في المجد بدون كبرياء أو أنانية، يُفكِّر فيك ويُباركك. فهو الشَّفيع الوحيد وضامنك الأكيد للثَّبات مع الله في سلامٍ.
4- لا توجد مصالحةٌ مع الله إلاَّ في المسيح. فهو الطَّريق والحَقُّ والحياة. هو الباب ونور العالم وخبز الحياة. هو الوحيد الذي غلب العالم. هو الرَّاعي الصَّالح الذي يعرف خرافه ويحفظها، فلا يقدر أحدٌ أن يخطفها مِن يده. هل أنت محفوظٌ في يد المسيح؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح، أنت مخلِّصي ووسيطي وراعيَّ. لا تتركني أبداً. أَشْكُرُكَ لأجل المعلِّمين القِدِّيْسِيْنَ والإخوة المتواضعين الذين منحتني إيَّاهم رفقاء في سيرة حياتي. ساعدني على أن أُدرك في سلوكهم قوَّة حضورك، وثبِّتني فيك كيلا أُعثر الآخَرين. أنت ربِّي ومُنجِّيَّ أمساً واليوم وإِلَِى الأَبَدِ.
السُّؤَال
لماذا يَنْبَغِي لنا أن نُفكِّر بمعلِّمينا ومُرشدينا؟