Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
3:12اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الاِرْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ.13بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ.14لأَِنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ15إِذْ قِيلَ الْيَوْمَ إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ كَمَا فِي الإِسْخَاطِ.16فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا. أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى.17وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ.18وَلِمَنْ أَقْسَمَ لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا.19فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ


يُواصِل كَاتِب الرِّسَالَةِ إلى العِبْرَانِيِّيْنَ تحذيرَ قُرَّائه بنبرةٍ مؤنِّبةٍ مِن الانفصال تدريجيّاً عن الله، والارتداد أخيراً عنه، وبالتَّالي السقوط في الهاوية بسبب عدم إيمانهم. ونقرأ نصائح أربع للتَّغلُّب على نَزَعَات الارتداد:
1- انتبهوا لأنفسكم، وانظروا بعضكم إلى بعضٍ ليس كما ينظر الشّرطيُّ باتِّهامٍ ونقمةٍ، بل كما تنظر الأمُّ بمحبَّةٍ وحنانٍ إلى طفلها، لأنَّكم مَسْؤُوْلون في الكنيسة بعضكم عن بعضٍ. فأنتم إخوةٌ وأخواتٌ في عائلةٍ واحدةٍ، ولا مهرب مِن الارتباط بوشائج المحبَّة.
ولا تظنُّوا أنَّ كلَّ شيءٍ على ما يُرام عندنا. فخطر السُّقوط لعدم الإيمان كبيرٌ، لأنَّ قلوبنا خدَّاعةٌ وشرِّيرةٌ منذ حداثتها. احترسوا مِن كلِّ مرارةٍ أو غضبٍ أو استياءٍ يُصادفكم.
الحمد لله لأنَّ المسيح قد أصلح قلوبنا الشِّريرة وطهَّرها وجدَّدها وقدَّسها. فانتبه انتباهاً مضاعفاً كيلا تعود ثانيةً شرِّيراً، لأنَّ القلب الشِّرير سببٌ للارتداد؛ فهو يقود إلى عدم الإيمان، ورفض سماع كلمة الله. وهذا كلُّه يؤول إلى عصيان المسيح والابتعاد المتعمَّد عنه.
2- إنْ رأَيْنَا في أحد الإخوة شكوكاً أو كفراً أو شروراً زرعها الشَّيطان في قلبه، فعلَينا أن نفحص أنفسنا أوَّلاً: هل نحن سبب فتوره؟ هل محبَّتنا جذَّابةٌ؟ هل شركتنا مفعمةٌ بالفرح؟ هل تفيض أفواهنا شكراً وشهادةً للإيمان الثَّابت؟
جميعنا بحاجةٍ إلى دراسة كلمة الله وشركة الإخوة. فلنُمارس التَّواضع ونَقبل الانتقاد الإيجابيَّ البنَّاء شاكرين؛ فنحن اليوم عائشون في النِّعمة. لِننسَ حساسيَّتنا المرهفة، ولنُحبّ بعضُنا بعضاً، وليغفِر كلُّ مِنَّا لأخيه سبعةً في سبعين مرَّةً كلَّ يومٍ.
وعلينا أن نطلب إلى المسيح أن يُربِّي قلوبنا على إطاعة الرُّوْح القُدُس كيلا نرفض دعوته، فتقسو قلوبنا، ولا نشعر بعد بلطفه، لأنَّ مَن يبتعد عن الله لا يراه ولا يسمعه، ولا يقدر أن يتغلَّب على الخطيَّة. فننصحُك أيُّها الأخ أن تترك "رأسك الكبير" وتتواضع، لأنَّنا نعيش في عصر النِّعمة. فإن استمرَرتَ في معارضة الرُّوْح القُدُس تُهلك نفسك والآخرين معك.
والخطيَّة هي دائماً مُخادعةٌ، تتلألأ في بدايتها، ولكنَّ نتيجتها دائماً الخراب والضِّيق والدُّموع والنَّدامة. وهدف التَّجربة ليس مجرَّد الاستكبار أو الزِّنا أو الغنى، بل فقدان الشَّركة مع الله. وهذا ما تُفسِّره لنا الكلمة "عدم الإيمان"، لأنَّ غير المؤمن يُخطئ هدفه، فيَعْبُر عن باب الله المفتوح دون أن يَلِجَه. فالله لا يطرد الكافر، بل الكافر هو الذي ينفصل عن محبَّة القُدُّوْس.
3- ما هو مضمون تشجيعنا بعضنا لبعض؟ أنَّنا شركاء المسيح. ما أروع وأعظم هذه العبارة! لقد دعانا المسيح مِن عالم الخداع، وخلَّصَنا مِن غضب الله، ونقلَنا إلى رحابه، لنُصبح له إخوةً ونَثبت في بيته. منحَنا حقوقه، وسكب فينا جوهره، وأشركَنا في قوَّته، فصِرنا أولاد الله. وهذا الامتياز لا يُقدِّم للإنسان أيَّ دينٍٍ ما عدا الإِنْجِيْل. فسموُّ النِّعمة يُناسبه كبر المَسْؤُوْليَّة. فإنَّنا لم نبلغ هدفنا بعد، ويجدر بنا أن نتدرَّب على التَّمسُّك بمواعيد المسيح، ونعترف بأنَّنا مبتدئون في الإيمان، ناقصون في المحبَّة، جهلاء في الرَّجاء. فلنطلب معاً يسوع ليُقوِّي إيماننا، لأنَّنا مَسْؤُوْلون بعضنا عن بعضٍ.
4- ولا يرهب كَاتِب الرِّسَالَةِ رواية قصَّة التَّقسِّي في شعب العهد مرَّةً أُخرى، فيُعيد كلام الله لِيُعمِّقنا في الرُّوحيَّات، لأنَّنا لا نفهم كلَّ شيءٍ مِن المرَّة الأولى. فدَرس الإيمان وتدريب حياتنا على الثَّبات فيه يحتاج إلى وقتٍ. ولأجل هذا التَّعمُّق استخدم الوَاعِظ أسئلةً. فلم يكن وعظه تعليماً دائماً كيلا يملَّ المستمعون، بل طرح عليهم أسئلةً ليحثَّهم على التَّفكير، ويقودهم بالمباحثة إلى غاية تبشيره.
فجميع بني إبراهيم خرجوا مِن العبوديَّة، واختبروا حرِّية الخلاص؛ ولكنَّهم أخطأوا، وفقدوا هدف دعوتهم، وعصوا صوت الله، وعارضوا إرشاده. وهذا ما يُسمِّيه الكَاتِب "عدم إيمان" وسبباً للانفصال عن الله نهائيّاً، ومانعاً مِن الدُّخول إليه. فعدم الإيمان هو خلاصة الخطايا كلِّها وأساسها، كما إنَّه أكبر الخطايا في ذاته.
لذلك نطلب منك يا أخانا العزيز أن تمتحن قلبك: هل نما فيه بغضٌ أو شكٌّ أو خوفٌ أو عدم إيمانٍ؟ التجئ إلى يسوع، واعترف له بحالة قلبك، واطلب شفاءه، وآمِن باهتمامه بك، وادرس صفاته، فترَ أنَّه يُحبُّك ويَقْبلك ويَحفظُك إلى أبد الآبدين.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح، نَشْكُرُكَ لأنَّك دعوتنا إلى شركتك وأشرَكْتَنا في جوهرك المقدَّس. علِّمْنا الحذَر والوعي كي نُعارض الكفر بجميع أشكاله، وامنحنا وعَّاظاً لهم السُّلطان أن يحلُّوا القلوب المربوطة، واحفَظْنا مِن جميع أنواع التَّقسِّي، ونجِّنا مِن الارتداد.
السُّؤَال
ماذا توجِب علينا النَّصيحة بعضنا لبعضٍ لأجل عدم الإيمان؟