Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
5- المسيح أعظَم مِن موسى
(3: 3- 6)
3:3فَإِنَّ هَذَا قَدْ حُسِبَ أَهْلاً لِمَجْدٍ أَكْثَرَ مِنْ مُوسَى بِمِقْدَارِ مَا لِبَانِي الْبَيْتِ مِنْ كَرَامَةٍ أَكْثَرَ مِنَ الْبَيْتِ.4لأَِنَّ كُلَّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ إِنْسَانٌ مَا وَلَكِنَّ بَانِيَ الْكُلِّ هُوَ اللهُ.5وَمُوسَى كَانَ أَمِينًا فِي كُلِّ بَيْتِهِ كَخَادِمٍ شَهَادَةً لِلْعَتِيدِ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ.6وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ


لقد كان موسى رسول الله، وثبت أميناً في وظيفته كوسيطٍ للعهد القديم، وتألَّم كثيراً مِن شعبه العنيد، وألحَّ على ربِّه بخوفٍ ورعدةٍ طالباً الخبز اليوميَّ والماء في البرِّيَّة لأجل مئات الآلاف مِن الأنفُس، وحفظهم مِن الأعداء. وتقدَّم يوميّاً ضارعاً إلى الله لأجل قومه الأردياء. وتلقَّى النَّاموس مع وصاياه العشر وأنظمة الذَّبائح. ونحن نعترف أنَّ هذه المبادئ لا تزال حتَّى يومنا هذا لبَّ أنظمة العالم.
ولكنَّ المسيح أعظم مِن موسى، لأنَّ مَن قطع العهد مع الشَّعب لم يكن موسى، بل الله (الفريق الأوَّل، بشخصه القُدُّوْس)، بينما كان موسى وقومه الفريق الثَّاني النَّجس المحتاج. أمَّا المسيح فكان بالنِّسبة إلى العهد الجديد الفريقَ الأوَّلَ القُدُّوْس، بينما كان تلاميذه وسائر المؤمنين به الفريق الثَّاني الدُّنْيَوِي. ولم يحتجْ يسوعُ إلى رشِّ الدَّم على نفسه للتَّطهير، ولا إلى الاحتماء مِن أشعَّة مجد الله كموسى، لأنَّ يسوع كان في ذاته إلهاً مُعطياً العهد الجديد للعالم.
وفوق هذه الامتيازات، يُشير كَاتِب الرِّسَالَةِ إلى أنَّ يسوع هو نفسه قاطِع العهد القديم، كما هو قاطعُ العهد الجديد وخالقُ الكُلِّ. ويُسمِّيه في رسالته للمرَّة الثَّالثة "الله" وليس "إلهاً" فقط (عِبْرَانِيِّيْنَ 1: 8- 9؛ 3: 4). وهذه الشَّهادة ليست معارِضةً لِما قاله في بداية هذا الأصحاح (2)، لأنَّ الله ولد يسوع وأقامه، وكان واحداً معه بذاته، وحلَّ فيه بملئه جسديّاً. فوحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس تفوق إدراكنا البشريَّ، وتستحقُّ سجودنا على الدَّوام.
وتظهر عظمة يسوع بالنِّسبة إلى موسى أيضاً في أنَّ موسى كان خادماً لله، بينما ربُّنا هو الابن والوارث وبهاء مجد الآب. كان موسى رغم ضعفه البشريِّ أميناً في رعويَّته، وشهد للمسيح الآتي، وأعدَّ شعبه بِوَاسِطَةِ النَّاموس لاستقباله بانتظار عصر النِّعمة والغفران. فلنا امتيازٌ عظيمٌ، لأنَّنا لا ننوح اليوم تحت نير النَّاموس، بل نَثبت في عصر النِّعمة. وقد أتى ابن الله إلينا، وسكب مِن روح أبيه في قلوبنا، حتَّى أصبحَت أجسادنا المطهَّرة مسكن الله وهيكله الرُّوحي. فمَن يسجد للثالوث الأقدس ويحمد الآب والابْن والرُّوح القُدُس بفرحٍ على جَذْبِه إيَّانا إلى وحدته الإلهيَّة وتوحيدنا معه في بيته؟
بَيْدَ أَنَّنا، رغم تفوُّق العهد الجديد على القديم، لم نبلغ بَعد الكمال الظَّاهر، بل نترقَّب طلوعه في مجد المسيح الآتي. وفي هذا الانتظار يَغلب الرُّوْح القُدُس شكوكَنا بِوَاسِطَةِ الرَّجاء الأكيد في الحياة الأبديَّة المعطاة لنا. وهذا العربون هو رجاء المجد السَّاكن فينا حقّاً. فلا نعيش في الحاضر فقط، بل نمتدُّ إلى المستقبل أيضاً، وفيه فخرنا. فالمسيحيُّون هم رجال المستقبل الذين لا يزولون، بل يُشرقون بإشراق ربِّهم.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ السَّماوي، نَشْكُرُكَ لملء إعلاناتك في الرِّسَالَة إلى العِبْرَانِيِّيْنَ. افتح قلوبنا لروحك القُدُّوْس كي نُصبح معاً مسكناً مقدَّساً لك، ونؤمِن بأمانة المسيح كاهننا القدير، فيُمسك هو بيدنا ولا يتركنا في مخاض المستقبل الذي يُقرِّبنا مِن مجدك.
السُّؤَال
ما هو الفرق بين موسى والمسيح؟