Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
7:18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضَعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا.19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئًا. وَلَكِنْ يَصِيرُ إِدْخَالُ رَجَاءٍ أَفْضَلَ بِهِ نَقْتَرِبُ إِلَى اللهِ.


كان كَاتِب الرِّسَالَةِ جريئاً في الرُّوْح القُدُس، فسمَّى ناموس العهد القديم الكريم ضعيفاً وغير نافعٍ، لأنَّه لا يستطيع أن يُطهِّر ضمائرنا حقّاً. فكان هذا الناموس دليلاً على المسيح، وتمهيداً له، ومُربِّياً فكر التَّضحية. لكنَّه لم يقدر أن يُقرِّب أيَّ إنسانٍ كلِّياً إلى الله؛ فبقي الحجاب بين الشَّعب والقُدُّوْس قائماً، ولم يستطِع أحدٌ أن يتقدَّم إلى الله باستثناء رئيس الكهنة المختار الذي كان يحقُّ له أن يدخل قدس الأقداس مرَّةً واحدةً فقط في السَّنة. وهكذا اتَّضح جليّاً للمُصلِّين أنَّ طقوس الناموس، التي يُفترَض بها أن تُقرِّب الإنسان إلى ربِّه، كانت سبب انفصالهم عن الله، وعدم تمكُّنهم مِن إقامة الشَّركة بينهم وبين القُدُّوْس.
أمَّا المسيح فأعطانا رجاءً أفضل. فليس علينا نحن أن نتقدَّم إلى الله، بل العظيم هو الذي أتى إلينا في ابنه المسيح، وحلَّ فينا بروحه القُدُّوْس. أجَل، نحن لسنا كاملين، ولكنَّ كمال المسيح مبتدئٌ فينا. ولهذا السَّبب كان لنا رجاءٌ أفضل وأثمن وأضمن وأثْبَت ممَّا كان لأهل العهد القديم. فكانت نواميس ذلك العهد، في نظر كَاتِب الرِّسَالَةِ، قد نُسخَت وانتهت وتلاشت. والمسيح لم يُعطِنا ناموساً جديداً، بل امتيازاً عظيماً ورجاءً وقوَّةً جديدةً. إنَّنا عائشون في زمن إشراق فداء العالم، وقد أطلقَنا المسيح مِن عبوديَّة الناموس إلى حرِّية أولاد الله.
لا يتمُّ تقرُّبنا إلى الله على أساس صلاحنا الشَّخصي، أو لأجل طقوسٍ مقتدرةٍ نُمارسها، بل لأجل حقوق وقدرة شخص يسوع رئيس الكهنة العظيم الذي أسَّس بذبيحته لأجلنا الكمال، وفتح أمامنا رجاءً حيّاً.