Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
7:26لأَِنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هَذَا قُدُّوْس بِلاَ شَرٍّ وَلاَ دَنَسٍ قَدِ انْفَصَلَ عَنِ الْخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ27الَّذِي لَيْسَ لَهُ اضْطِرَارٌ كُلَّ يَوْمٍ مِثْلُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبَائِحَ أَوَّلاً عَنْ خَطَايَا نَفْسِهِ ثُمَّ عَنْ خَطَايَا الشَّعْبِ لأَِنَّهُ فَعَلَ هَذَا مَرَّةً وَاحِدَةً إِذْ قَدَّمَ نَفْسَهُ.28فَإِنَّ النَّامُوسَ يُقِيمُ أُنَاسًا بِهِمْ ضَعْفٌ رُؤَسَاءَ كَهَنَةٍ. وَأَمَّا كَلِمَةُ الْقَسَمِ الَّتِي بَعْدَ النَّامُوسِ فَتُقِيمُ ابْنًا مُكَمَّلاً إِلَِى الأَبَدِ


علَّمَنا كَاتِب الرِّسَالَةِ درجات الخلاص المتفاوتة: الإنقاذ مِن الخطيَّة، والحفظ منها، والكمال، كنتائج مجيدةٍ لذبيحة المسيح وشفاعته. وها هو الآن يلفت أنظارنا مِن أنفسنا وخلاصنا، ويدلُّنا على الذي يستحقُّ السُّجود والمحبَّة والحمد والتَّسبيح، يسوع كاهننا العظيم. فخلاصنا ليس متوقِّفاً على عمله الخلاصيِّ فقط، بل هو كامنٌ في شخصه الفريد القُدُّوْس.
كان المسيح متفوِّقاً بكثيرٍ على كلِّ ما استطاع الكهنة فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ تقديمه مِن طهارةٍ طقسيَّةٍ. فهو الكاهن الحقيقيُّ الطاَّهر الأزليُّ الذي ينوب عن البشر جميعاً أمام الله. ونقرأ عن استحقاقه عشر صفاتٍ بارزة:
1- يسوع قُدُّوْس، ولا التواء في خلقه. هو قُدُّوْس كالله أبيه، وكاملٌ حسب الناموس. وبهاء قداسته يُشرق على الكون. ويدين حتَّى الأرواح النَّجسة. وفي قربه لا يبقى فانٍ بارّاً.
2- لا شرّ في ذات المسيح، ولا غشّ في دمه. وليس فيه مكرٌ أو حيلةٌ. وقد غلب الرُّوْح القُدُس الخطيَّة الموروثة في جسد آبائه كلِّياً. فهو إنسانٌ حقٌّ مِن إنسانٍ حقٍّ، ولكن بدون فسادٍ أو شبه فسادٍ، لأنَّ روح الرَّب ملأ كلَّ خليَّةٍ في جسده.
3- وهو طاهرٌ لا عيب فيه. لم يستطِع رفقاؤه في طفولته أن يُسقطوه في أيِّ خطيَّةٍ أو إثمٍ. كان غريباً بين أترابه منذ حداثته، لأنَّه لم يَقبَل أيَّ خطيَّةٍ، أو يُطِع صوت جسده، بل أسلم نفسه لقوَّة الرُّوْح القُدُس.
4- وهكذا كان فريداً ومنفصلاً عن الناس، وعاش لله غريباً في الدُّنيا. ومع ذلك كان قريباً مِن الضَّالين الذين أحبَّهم، فأصبح خادم الله ومُخلِّص جميع الناس. وبقي حسب جوهره كاهناً أزليّاً.
5- ولتواضعه وذبيحته القُدُّوْسة رفعه الله فوق جميع السَّماوات والمَلاَئِكَة، وثبَّته في عرشه وحقوقه. فالمسيح هو الإنسان الوحيد والشَّخص القُدُّوْس عند الله إِلَِى الأَبَدِ.
6- ويسوع لا يحتاج إلى تقديم ذبائح للتَّكفير عن نفسه كجميع الكهنة، لأنَّه قُدُّوْس في ذاته، وغير محتاجٍ إلى الغفران. فجميع الكهنة والأنبياء والرُّسُل استغفروا الله، إلاَّ المسيح فهو البريء في كلِّ حينٍ.
7- وليس على يسوع تقديم ذبائح كثيرةٍ، كما فعل الكهنة يوميّاً سافكين دماءً غزيرةً. إنَّما الله قد اكتفى بذبيحةٍ واحدةٍ مِن يد المسيح.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْعُ المسيح، أنت مُخلِّصي وكاهني وضامن العهد لجميع المؤمنين. أُحبُّك وأُسلِّم نفسي بين يديك على الدَّوام. اغفر لي نجاستي وجهالتي وعنادي، وخلِّصني إِلَى التَّمَامِ كي أتقدَّم إلى الله باسمك، وأثبت عنده في حضورك. أسجد لك وأعترف بجلالك أمام جميع طالبيك. اجعلني كاهناً لكثيرين كي أعتني بهم بأمانةٍ، وأبتهل لأجلهم بلا انقضاءٍ، فيخلصوا بقوَّة قدرتك. قدِّسهم إِلَى التَّمَامِ بِوَاسِطَةِ دمك الكريم وروحك القُدُّوْس وشفاعتك الدَّائمة. أنت رجاؤنا أيُّها الحيُّ، وعليك نتَّكل إِلَِى الأَبَدِ.
السُّؤَال
ما هي الموانع التي تحول دون تسليم المرء نفسه للمسيح، رغم أنَّ صفاته وذبيحته واضحةٌ لكلِّ ذي عينَين؟