Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
9:11وَأَمَّا الْمَسِيحُ وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ فَبِالْمَسْكِنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ12وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا.


كانت غاية الخدمة الكَهَنُوْتيَّة تقديم الذّبيحة المقدَّسة في حَرَمٍ مختارٍ، وكانت طقوس تقديمها تجري على مراحل ثلاث: أوَّلاً: نحرُها وحرقها على المذبح. ثانياً: تقديم دمها إلى الله. ثالثاً: وضع البركة على التَّائبين المُصَلِّين. فكانت خدمة المسيح في هذه المراحل كلِّها كاملةً وأعلى بكثيرٍٍِ مِن خدمات الكهنة الآخرين. وأصبح فداؤه فوق الزَّمان مؤبَّداً.
لم يخدم يسوع في خيمةٍ دنيويَّةٍ ملوَّثةٍ، ولا في هيكلٍ مصنوعٍ بأيادي الناس الخطاة، بل قدَّم خدمته في مسكن الله نفسه، في رحاب حضور أبيه. وهذه الخيمة الرُّوحية في السَّماء لم تُصنَع مِن أقمشةٍ وحبالٍ، ولرُبَّما ليس لها شكل الخيمة، بل هي مسكن الله الممتلئ بنور مجده والذي يفصله عن جميع مخلوقاته. فالمسيح يكهن اليوم في رحاب الأبديَّات.
والبركة التي يأتي بها المسيح مِن خيمة السَّماء ويضعها على المُصلِّين المؤمنين لا تشمل أوَّلاً أموراً دنيويَّةً، كالصِّحة والنَّجاح والرِّبح في الحياة الدُّنيا، بل تتضمَّن خيراتٍ خلاصيَّةً دالَّةً على المستقبل. واليوم تتحقَّق بركة الرَّب يسوع بِوَاسِطَةِ حلول الرُّوْح القُدُس في المؤمنين. أمَّا غاية هذه البركة فهي حضور الله معنا، لكي تعمَّ محبَّته ومجده وقوَّته جميع المؤمنين بالمسيح، وتجري بينهم إمكانيَّاته كلُّها. فحضور الله بين الناس، ورؤيته غير المستترة، هُما هدف خدمة المسيح الكَهَنُوْتيَّة ونتيجتها.