Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
7- دم المسيح يُطهِّر ضمائرنا لخدمة الله
(9: 13- 14)
9:13لأَِنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ14فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدُمُوا اللهَ الْحَيَّ


يتحقَّق هدف الخدمة الكَهَنُوْتيَّة بيد المسيح بسموِّ دم ابن الله. فكان دمه دم إنسانٍ حقٍّ ممتلئٍ بالرُّوْح القُدُس الحالِّ فيه. وجميع إمكانيَّات وحقوق هذا الروح عملت في دم يسوع، لأنَّه كان المسيح الممسوح بملء الله. وهكذا لم توجد أيُّ علَّةٍ في ذبيحته، بل كان تقديمها كافياً ومُغْنِياً عن جميع الذَّبائح الأُخرى.
وممَّا لا ريب فيه أنَّ دم المسيح سُفك لأجل جميع الناس. فلا نحتاج إلى صليب في آسيا، وآخَر في أوروبا، وثالث في أمريكا، ورابع في أفريقيا أو أوستراليا؛ لأنَّ الصَّلِيْب الفريد في أورشليم هو وحده محور العالم. وقد اشترى المسيح الناس مِن سوق الخطيَّة بدمه الثَّمين. ولو جاءتنا مخلوقاتٌ مِن كوكب المرِّيخ، فيمكننا أن نسألهم مباشرةً: "هل سمعتم بقوَّة دم المسيح الفادي؟" لأنَّ هذا الموت قد صالح العالم كلَّه، وليس كرتنا الأرضيَّة فقط، مع الله. فتجسُّد المسيح وتواضعه وموته وقيامته أوجدَت فداءً كاملاً للكون كلِّه.
كان دم الحيوانات في الماضي يمنح طهارةً مؤقَّتةً حسب الطُّقوس. فكان على من تنجَّس بِوَاسِطَةِ لمس ميتٍ أن يتطهَّر بماء التَّطهير المعيَّن وبرماد ذبيحة بقرةٍ (سفر العدد 19). ولا نعلم هل لهذه الأشياء فعاليةٌ كيميائيَّةٌ للتَّعقيم؛ ولكنَّنا نعلم يقيناً أنَّ الدَّم الدُّنْيَوِي ورماد الأبقار لا يمكنهما أن يُطهِّرا النُّفوس أو يُغيِّرا الأذهان. ولذلك يبقى الإنسان معذَّباً على الدَّوام مِن الخطيَّة التي في دمه ومِن أخلاقه الشِّريرة.
والحمد لله على مجيء رئيس الكهنة يسوع المسيح الذي بذل نفسه لأجلنا. وقد دفعه الرُّوْح القُدُس إلى إنكار ذاته، ومنح جسدَه الضَّعيفَ القوَّة على رفع خطيَّة العالم واحتمال غضب الله ودينونته. فكان موت المسيح ذبيحةً منسجمةً بمقاصد وقدرات الرُّوْح القُدُس، كاملةً قُدُّوْسةً. وحمل المصلوب جميع عقوبات الله المعيَّنة لكلِّ إنسانٍ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. وتمَّ خلاص العالم على الجُلْجُثَة. فالصَّلِيْب هو مفتاح النَّجاة الوحيد مِن دينونات الله على خطايانا. مات المسيح لأجلنا ولأجلك أيضاً كي تتحرَّر نهائيّاً مِن الهلاك. والله نفسه أراد هذه الذَّبيحة حسب الآية الشَّهيرة: "هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
كان الكهنة في الماضي يرشُّون دم الحيوانات على التَّائبين. ونحن أيضاً نحتاج، بطريقةٍ روحيَّةٍ، إلى دم حَمَل اللهِ. وهذا لا يعني بالطَّبع الرَّشَّ بنقط دم حمراء حقيقيَّة، بل يدلُّنا على الإيمان بقوَّة دم ابن الله. فمَن يتَّحد بهذا الدَّم بالإيمان يختبر تطهير ضميره إلى أعماق أعماقه. عِنْدَئِذٍ يتأكَّد الإنسان أنَّ الله قد غفر لأجل ذبيحته المسيح جميع خطاياه، ومحا جميع آثامه. إنَّ الحمد والشُّكر يرتفعان في كلِّ مكانٍ لأجل فعالية دم يسوع، فهل انسجم صوتك بهذا التَّعظيم عبر القرون؟
ودم حَمَل اللهِ لا يُطهِّرنا مِن ذنوبنا الماضية فقط، بل يستطيع هذا الدَّم القُدُّوْس فوق ذلك أن يُطهِّر ضمائرنا ويغلب دوافعنا الشِّريرة، ويُنظِّفنا مِن الأفكار الميتة ومِن الشَّهوات النَّجسة أيضاً. فدم المسيح يُنقِّي ماضيك ويُحرِّرك في الحاضر مِن سلطة الخطيَّة. ضع نفسك كلِّياً تحت سلطان هذا الدَّم، فتختبر قوَّة حياة الله، وكأنَّك حصلتَ على مصلٍ مِن دم المسيح الحياتي الذي يُنعشك ويُقيمك مِن الموت في الخطايا، ويُحضرك حيّاً في قداسة المسيح.
يحلُّ الرُّوْح القُدُس في كلِّ مؤمنٍ بدم المسيح، ويؤكِّد له غفران كلِّ خطاياه، ويُحلُّه مِن شرِّه، ويملؤه بمحبَّة الله. وكما عاش ربُّنا دائماً حياة التَّضحية، يدفعك روحه إلى حياةٍ ممتلئةٍ بفكر التَّضحية، ليُصبح جسدك ذبيحةً حيَّةً مقدَّسةً مرضيَّةً عند الله (رُوْمِيَة 12: 1).
هل تعيش لنفسك، أم لله؟ إنَّ كلَّ مطهَّرٍ بدم المسيح هو مختارٌ لخدمة الله، وكاهنٌ لجميع الناس، وشاهدٌ لقدرة دم يسوع. هل تحبُّ ربَّك الذَّبيح، وتشكره لأجل غفران خطاياك؟ كرِّس نفسَك له ذبيحةً، وتعلَّم الإيمان الفعَّال، ومارس الصَّلاَة المستَجابَة، وضع بركة دم المسيح على جميع الناس. ما أعظمه مِن امتيازٍ أن يدعوك الله إلى خدمته، ليس لصلاحك، بل لأنَّ دم ابنه قد طهَّرك وأصلحك!

الصَّلَاة
يا حَمَل اللهِ المسجود له، يا مَن رفعتَ خطيَّة العالم، نُعظِّمك ونَشْكُرُكَ لأجل ذبيحة ذاتك. فأنتَ لم تشمئزّ مِن المجيء إلينا وتحمُّل نجاساتنا. لذلك نُعظِّم محبَّتك، ونُسبِّح قوَّة دمك الذي طهَّر أجسادنا وأرواحنا لنصير نحن الخطاة قدِّيسين بلا لومٍ قُدَّامك. نبتهل إليك ونحمدك ونُقدِّم نفوسنا الضَّعيفة لخدمتك إِلَِى الأَبَدِ، مؤمنين بأنَّك تُطهِّر ضمائرنا مِن جميع الأعمال الميتة، كي نعيش طاهرين بقوَّة دمك، ونضع بركتك على جميع الناس.
السُّؤَال
ما هي الامتيازات التي في دم المسيح؟