Skip to content

Commentaries
Arabic
يعقوب
  
التَّحِيَّة
(1: 1)
1:1يَعْقُوبُ عَبْدُ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوْعَ المَسِيْحِ يُهْدِي السَّلاَمَ إِلَى الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ


ثمَّة آيةٌ أخَّاذةٌ في إِرْمِيَا. الله يُكلِّم الملوك والأنبياء قائلاً: "أَلَيْسَتْ هَكَذَا كَلِمَتِي كَنَارٍ يَقُولُ الرَّبُّ, وَكَمِطْرَقَةٍ تُحَطِّمُ الصَّخْرَ؟" (إِرْمِيَا 23: 29). يبدو الكثير مِن النُّصوص في رسالة يَعْقُوب كضربات مطرقةٍ، وهي تشهد لشخصيَّةٍ قويَّةٍ. ولكنَّ الرَّسول يبدأ بعبارات تحيَّةٍ لطيفةٍ وتشجيعٍ لشعب الله. وتحيَّته مختصَرةٌ، ولكنَّها شاملةٌ. وفي حين يُقدِّم بولس نفسه "كرسول يَسُوْع المَسِيْح"، يكتفي يَعْقُوب ويَهُوذَا بتعريف نفسيهما بعبدَي الرَّب يَسُوْع المَسِيْح، على الرَّغم مِن أنَّ يَهُوذَا يُذكِّرُنا بصلة قرابته العائليَّة بيَعْقُوب. ألسنا جميعنا عبيد يَسُوْع المَسِيْح، وإخوةً وأخواتٍ في عائلةٍ واحدةٍ؟ إنَّ اللَّقب "أخ" يتساوى فيه أقدَر المَسِيْحيِّين وأوضع المؤمِنين.
الرِّسَالَة موجَّهةٌ إِلَى الاِثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا الَّذِينَ فِي الشَّتَاتِ. وكنيسة المَسِيْح مؤلَّفةٌ مِن حجَّاجٍ متوجَّهين إلى الدِّيار المقدَّسة، الذين هم الآن غرباء في كلِّ بلدٍ دنيويٍّ، ولكنَّهم في كلِّ مكانٍ في وطنهم مع شعب الله. والتَّحية في ذاتها ذات مغزىً، فهذه العبارة المألوفة لتحيَّة مستلمي الرَّسائلchairein تعني في الأصل، في صيغة المصدر، "ابتهجوا" أو "افرحوا". فيَعْقُوب، في مستهلِّ رسالته، يدعونا إلى الفرح. أمَّا بعد، فالذي يحمله الرسول يَعْقُوب لنا في جعبته هو رسالةٌ مِن الرَّب.