Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
1:11إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ.12وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ.13اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ بَلْ مِنَ اللَّهِ


كان شعبُ العهد القديم خاصَّة الله، لأنَّ الرَّبّ ارتبط بهؤلاء الخطاة بعهدٍ بَعد تطهيرهم، وأرشدهم مئات السِّنين، وفلح قلوبهم بمحراث الناموس (الشَّرِيْعَة)، وأعدَّهم لزرع الإِنْجِيْل. فكان تاريخ آل إبراهيم متجهاً نحو المَسِيْح الَّذي كان ظهوره هدف العهد القديم ومعناه.
والغريب أنَّ هؤلاء الَّذين اختيروا لاستقبال الرَّبّ يَسُوع رفضوه ولم يقبلوا نوره، وفضَّلوا العيش في ظلام الناموس (الشَّرِيْعَة)، مسرعين نحو الدَّيْنُونَة. ففقدوا النِّعمة كلِّياً، وأحبُّوا أَعْمَالهم أكثر مِن الخلاص في المَسِيْح، فلم يتوبوا، بل تقسَّوا عن روح الحقِّ.
3ليس شعب العهد القديم وحده هو خاصَّة الله، بل البشر جميعاً، لأنَّ القدير خلق الحجارة والنَّباتات والحيوانات وحتَّى البشر جميعاً؛ ولهذا السَّبب تحمل شعوب العالم المسؤوليّة نفسها كشعب العهد القديم. إنَّ خالقنا ومالكنا يشاء أن يدخل قلوبنا وبيوتنا، فمن يستقبله؟ إنَّك تخصٌّ الله، فهل وضعتَ نفسك تحت تصرُّف ربِّك؟ مِن المؤسف أنَّ معظم الأمم اليوم غير مستعدَّةٍ للانفتاح لنور المَسِيْح، وهي لا تُريد أن يتغلَّب لُطف أشعَّته على قساوة ظلمتهم؛ فيرفضون ابن الله مرَّةً أُخرى في عصرنا.
إنَّ كلَّ مَن يفتح قلبه للمَسِيْح، سواء مِن سلالة إبراهيم أو مِن البشر عموماً، ويستودع نفسه بين يدي المخلِّص القدير، يختبر معجزةً عُظمى، لأنَّ النُّور السَّماوي يُنوِّره تنويراً إلهيّاً، ويغلب الظُّلمة السَّاكنةَ قلبه، فيحلُّ سلطان الله في قلبه ويُجدِّده في الصَّميم. المَسِيْح يُحرِّرُك مِن عبوديَّة الخطيئة، ويَنقلك إلى حرِّية أولاد الله. فإِن أحبَبْتَ المَسِيْح، يسكن الرُّوْح القُدُس فيك، ويبدأ عمله الخلاصي في حياتك.
لا يقول البشير يُوْحَنَّا إنَّنا سنُصبح، أو إنَّنا قد أصبحنا أولاد الله، بل إنَّنا نصبح أولاده بالنُّمو الرُّوحِيّ. ونجد فروقاً كبيرةً بين هذه الكلمات، لأنَّ مَن يؤمن بالمَسِيْح يدخل كينونةً جديدةً، فيكون في الوقت نفسه في حالة تطوُّر ونموّ نحو الكمال في حياته الرُّوحِيّة. لقد خلقتنا قوَّة الرَّبّ خليقةً جديدةً وستُقدِّسنا و تُكمِّلنا أيضاً.
ونحن لم نُصبح أولاداً لله بالتَّبني فقط، بل أصبحنا أولاداً بالوِلاَدَة الرُّوحِيّة. وحلول روح المَسِيْح في قلوبنا معناه أنَّنا أصبحنا ممتلئين بسلطان الرَّبّ. وانسكاب هذا السُّلطان الإلهي في المؤمنين يُشير إلى الحقيقة أنَّ ما مِن سلطةٍ في الدُّنيا والآخرة تستطيع الحيلولة دون امتلائهم مِن الصِّفات الإلهيَّة. فالمَسِيْح هو رئيس الإيمان ومُكمِّلُه.
لا مجال للمقارنة بين أولاد الله وأولاد العالم. لقد وُلدنا مِن والدَين أتيا بنا بدوافعهما الطَّبيعيَّة، أو بتخطيطهما المدروس. ولعلَّهما قد صلَّيا معاً إطاعةً لإرشاد الروح. ولكن لا علاقة لكل إرث روحي، أو نفسي، أو جسدي مِن والدينا بولادتنا الجديدة من الله، لأنَّ التجديد الرُّوحِيّ مقدَّسٌ مِن البداية، ويأتي مِن الله الَّذي منه يولّد كلُّ مَسِيْحيٍّ مباشرةً، لأنَّه هو أبونا الرُّوحِيّ الحَقِيْقِيّ.
لا يستطيع أيُّ ولدٍ أن يلد نفسه. فهو يُولَد. وولادتنا الرُّوحِيّة هي نعمةٌ محض. والمَسِيْح يُلقي بذور إِنْجِيْله في قلوبنا، فمَن يُحبّ هذه البذور ويَقبلها ويَحفظها، تنمو فيه حياة الله الأَبَدِيّة. طوبى للَّذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها.
إنَّ ما يجعلنا أولاداً لله ليس ولادتنا في عائلة مَسِيْحيَّة ومُعاشرتنا للمَسِيْحيِّين ، بل الإيمان باسم المَسِيْح فقط. وهذا الإيمان معناه الاقتراب منه، والانغماس في سجاياه، وإدراك لطفه، والنمّو بالاتكال على قدرته، حتَّى نستودع نفوسنا بين يديه، مؤمنين بأنَّه يُخلِّصنا ويُغيِّرنا إلى شكله. فالإيمان بالمَسِيْح هو علاقةٌ حميمةٌ بيننا وبينه، وعهدٌ أَبَدِيّ. ولا تتمُّ الوِلاَدَة الرُّوحِيّة فينا إلاَّ بهذا الإيمان؛ حتَّى إنَّه يُمكننا أن نقول إنَّ الوِلاَدَة الجديدة ليست أعظم أو أصعب مِن الإيمان، كما أنَّ الإيمان ليس أقلَّ أو أسهل مِن التَّجديد. فَهُما واحدٌ.
لم يَذكر البشير يُوْحَنَّا اسم يَسُوع المَسِيْح في إِنْجِيْله قبل بلوغ هذا المقطع، لكنَّه بدلاً مِن ذلك وصف شخصيَّته للمؤمنين مِن الأمم، مستخدماً كلماتٍ قريبةً مِن طريقة تفكيرهم. فهل فهمتَ المعاني السِّتة مِن سجايا المَسِيْح هذه الَّتي أبرزها البشير لكنيسته؟ هل فتحتَ قلبك لقوَّة هذه الصِّفات وانحنيتَ لها؟ آنذاك تُصبح في الحقيقة ابناً لله.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، أسجد لك وأُحبُّك وأفتح قلبي لك. إنَّك تأتي إليَّ على الرَّغم مِن خطاياي، فتُطهِّرني مِن كلّ إثمٍ، وتتَّخِذ لك مسكناً فيَّ بواسطة روحك القُدُّوْس. أَيُّهَا الرَّبُّ، لقد فتحتُ قلبي لك على مصراعيه.
السُّؤَال
ماذا يحدث للَّذين يَقبلون المَسِيْح؟