Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
ج: يَسُوع هو الرَّاعِي الصَّالِح
(يوحنَّا 10: 11- 21)
10:11أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِح. وَالرَّاعِي الصَّالِح يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.12وَأَمَّا الَّذي هُوَ أَجِيرٌ وَلَيْسَ رَاعِياً الَّذي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلاً وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ. فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا.13وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ.


احتمل اللهُ بِصبرٍ الملوكَ، والأشرار، والأنبياء الكذبة، والكهنة الغشَّاشين.ونظر إلى شعبه المبدَّد كغنمٍ بدون راعٍ. فأرسل المَسِيْح إلينا راعياً صالحاً للمهتدين، قال عند وصوله إلينا: "ها أنا حاضرٌ. إنَّي أنا الملك الحَقِيْقِيّ, ورَئِيْس الكَهَنَة الصَّحيح, والنَّبي الآتي بالوحي الكامل". وإنَّنا نجد في شخصيَّة المَسِيْح جميع وظائف الرَّعوية مجتمعةً. ولهذا السَّبب يحقُّ له أن يقول: "تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. إنَّني لا أستغِلُّكم، بل أُخلِّصكم مِن ضلال حياتكم، ومِن كلِّ خطرٍ يُحدق بكم".
والبُرهان على أنَّ يَسُوع هو الرَّاعِي الصَّالِح وحده، هو رغبته منذ بداية خدمته في بذل نفسه لأجل خرافه. فهو لم يقُل ذلك فحسْب، بل قدَّم جسده ونفسه وروحه في سبيل خلاص رعيَّة الله. وعمل جاهداً من اللحظة الأولى في خدمة أتباعه. فكان موته الجسدي تتويجاً لحياته المُضحِّية. فتذكَّر دائماً أنَّ يَسُوع لم يَعِش ويَمُت لنفسه، بل عاش لأجلك، ومات عوضاً عنك.
أمَّا الرُّعَاة غير الأمناء فهُم مكشوفون، لأنَّهم في ساعة الخطر يهربون ويختبئون، مهتمِّين بأنفسهم فقط، تاركين الخراف لقمةً سائغةً للذئاب. واهتمامهم الأوَّل منصبٌّ على أنفسهم، وعلى مصالحهم الخاصَّة. ولا بُدَّ للذئاب مِن أن تأتي. وهذا ما أكَّده بولس أيضاً في أفسس. والذِّئاب ليسوا حيواناتٍ، بل هم أناسٌ يتصرَّفون بطريقةٍ حيوانيَّةٍ، وأبوهم الرُّوحِيّ هو الشَّيْطَان، ذئب الذئاب، المكشِّر عن أنيابه لافتراس رعيَّة الله. وهو لا يبدأ هجومه عادةً بعنفٍ وخشونةٍ واضطهادٍ وموتٍ، بل يستهلُّ اعتداءه مراوغاً بواسطة تجربةٍ سائغةٍ، أو كذبةٍ بيضاء.
لا يجوز لنا، نحن الرُّعَاة، أن نحتمل التَّعليم الكاذب، أو أن نتجاهله، تحت ذريعة المَحَبَّة؛ بل ينبغي لنا لأجل المَحَبَّة أن نُدافع عن الحق بكلِّ حِكمةٍ، وبشِدّةٍ عند اللُّزوم. فحياة المَسِيْح تُظهر لنا أنَّ ابن الله كان في صراعٍ دائمٍ مع الأرواح السُّفلى. وبالمَحَبَّة نطق بالحقيقة التَّامة. وهكذا يطلب المَسِيْح مِن الرُّعَاة المدعوِّين المُعيَّنين للخدمة أن يخدموا الرَّعية باجتهادٍ، ويحرسوها، ويُدافعوا عنها في وجه هجمات الأرواح الشَّيْطَانية. إنَّ هدف الذئب الضَّاري واضحٌ وجليٌّ، فهو بالاتِّهامات الكاذبة والاضطهادات العنيفة يسعى إلى إهلاك كنيسة الله.
هل تَطلب خدمةً وشرفاً في رعوية الله؟ اعلم أنَّ هذه الخدمة تعني صراعاً، وألماً، وتضحيةً، ولا تأتي بربحٍ، أو متعةٍ، أو راحةٍ هنيَّةٍ.