Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
10:14أَمَّا أَنَا فَإِنِّي الرَّاعِي الصَّالِح وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي.15كَمَا أَنَّ الآبَ يَعْرِفُنِي وَأَنَا أَعْرِفُ الآبَ. وَأَنَا أَضَعُ نَفْسِي عَنِ الْخِرَافِ.


كرَّر المَسِيْح قولَه إنَّه الرَّاعِي الصَّالِح. إنَّنا جميعنا نفشل ونعجز عن القيام بالخدمة كما ينبغي، لأنَّنا لا نعرف العدوَّ حقَّ المعرفة، ولا نفهم نفسيَّة الخراف حقَّ الفهم، ولا كيف نقودها إلى أفضل المراعي. أمَّا المَسِيْح فيَعرف كلَّ فَردٍ باسمه، ويُبصره في ماضيه وأفكاره ومستقبله. ورغم نجاساته يُحبُّه.
اختار المَسِيْح خرافه خاصَّةً له، وأعطاهم الموهبة أن يعرفوه في جوهره. وهم بإدراكهم إيَّاهُ يتساءلون لماذا لم يرفضهم قَط. حُضوره يكشف عنادهم وشراستهم وقذارتهم وفشلهم، ومعرفتهم ذلك تُنتج فيهم محبَّةً أعظم تتحوَّل إلى شُكرٍ وعرفانٍ، وعهدٍ أو ارتباطٍ أَبَدِيّ.
ويُرينا المَسِيْح أنَّ هذه المعرفة المتبادَلة بينه وبين رعويَّته ليست معرفةً سطحيَّةً دُنيويَّةً، بل هبة مِن الرُّوْح القُدُس؛ لأنَّنا نُدرك يَسُوع تماماً، كما يرى هو الآب، وكما يعرف الآبُ الابنَ. ويعني هذا السِّرُّ أنَّ كلَّ مَسِيْحيٍّ قد حصل، بواسطة حلول الرُّوْح القُدُس فيه، على الوحي الحَقِيْقِيّ في المعرفة الإلهية بواسطة المَسِيْح. ويعني أيضاً أنَّ روح الرَّبّ يسكن بكُلِّيته في رعيَّته، ويملأ أفرادها، دون أن ينسَى أحداً. وهذه العلاقة بين المَسِيْح ورعيَّته هي في الواقع ثمرة أمانة راعينا العَظِيْمة. وهي تثبت ثباتَ الارتباط المُتبادَل بين الأقانيم الثلاثة في وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس.
ولقد علِم يَسُوع أنَّ هذه المعرفة وهذا العهد مستحيلان على جميع النَّاس، بسبب افتقارهم إلى القدرة والاستحقاق والإرادة؛ ولذلك ضحَّى يَسُوع بنفسه، ومات لأجل تبريرنا وتقديس خرافه. فجميع إجراءات الرُّوْح القُدُس وثماره فينا ليست إلاَّ نتائج موت المَسِيْح. فالصَّلِيْب هو سبب الكنيسة.