Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
10:17لِهَذَا يُحِبُّنِي الآبُ لأَِنِّي أَضَعُ نَفْسِي لآخُذَهَا أَيْضاً.18لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي. لِي سُلْطَانٌ أَنْ أَضَعَهَا وَلِي سُلْطَانٌ أَنْ آخُذَهَا أَيْضاً. هَذِهِ الْوَصِيَّةُ قَبِلْتُهَا مِنْ أَبِي


نؤمِن أنَّ اللهَ محبَّةٌ، وأنَّه يُحبُّ ابنه دائماً، لأنَّ يَسُوع عمل باستمرارٍ ما يُرضي أباه. والآن نقرأ ما الَّذي يُرضي اللهَ حقَّاً، وهو ليس سوى الصَّلِيْب. كان موتُ يَسُوع الهدف الَّذي عيَّنه الله. فالسَّبيل الوحيد لتخليص الرعية مِن خطاياهم هو التَّكفير عنها، وتقديسها بدم حَمَل الله.
إنَّ موت وقيامة يَسُوع هما معجزتان عظيمتان. وقد أخبرنا المَسِيْح أنّهَ يموت ليحيا. فلم يُقدِّم نفسه مُجبَراً، بل طوعاً، لأنَّه أراد أن يفدي الفُجَّار. المَسِيْح هو المَحَبَّة الحقَّة. وقد سلَّم له أبوه السُّلطان المطلَق كي يُخلِّص العالم بتقديم نفسه. وأعطاه أيضاً السُّلطان أن يأخذ بعد موته حياته مرَّةً أُخرى. فلم يكن أحدٌ قادراً أن يمنع اكتمال انتصار المَسِيْح على الصَّلِيْب. وقد حاول الشَّيْطَان وأتباعه إسقاط يَسُوع في الكفر والأنانية واليأس كي يُفشل فداءه. ولكنَّ هذا الخبيث فشل أمام محبَّة المَسِيْح العُظمى. فالَّذي دفع إلى صلب المَسِيْح لم يكن قَيَاْفَا ولا بيلاطس، بل الشَّيْطَان نفسه. ورغم ذلك لم يهرب يَسُوع حين رأى الذئب الأكبر مقبلاً عليه، بل تقدَّم نحوه، ووضع نفسه أمامه ليَفترسه، كي يُخلِّص الرَّعية. وهذه كانت إرادة الله بالتَّمام: أن تغلب ذبيحةُ ابنه عدوَّه اللَّئيمَ، وأمَّا الرَّعية فتُحفَظ. فالمَسِيْح ربح المعركة الفاصلة بين السَّماء وجهنَّم على الصَّلِيْب. ومنذ ذلك اليوم تطمئنُّ رعيَّة الله بالضَّمان المختوم بدم الحمل. ويقودنا يَسُوع في الأزمات والضِّيقات إلى مجده.