Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
10:27خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي.28وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي.


إنَّ يَسُوع هو حَمَل الله الوديع. وهو يُسمِّي أتباعه حملاناً وخرافاً، هؤلاء الَّذين لبسوا طبيعته كحملان إلهيَّة. فصفتهم الأولى هي أنَّهم يسمعون، لأنَّ الرُّوْح القُدُس فتح آذانهم وقلوبهم، حتَّى نفذ صوت يَسُوع وإرادته في أعماقهم، وأصبحوا خليقةً جديدةً. فالإصغاء الطَّوعيُّ هو بداية التَّلمذة.
يعرف المَسِيْح الَّذين يهتمُّون بكلمته شخصيّاً، ويُحبُّهم ويُبصر أسرارهم الماضية، ويعرف الصورة الَّتي يريدون أن يجبلهم بها. فالمَسِيْحيون ليسوا مغمورين، ولا مُغيَّبين في غياهب النِّسيان، بل هم معروفون جيِّداً، وأسماؤهم مُسجَّلةٌ في السَّماء، وكلٌّ منهم أعجوبةٌ، خليقة الله الجديدة.
ويشبه يَسُوع الرَّاعِي الصَّالِح، وقد ألِفَت خرافُه صوتَه، فتتبعه بفرحٍ مستسلمةً لقيادته. لقد دفنوا إرادتهم الخاصَّة، فلا يُريدون شيئاً سوى مشيئة راعيهم. ولا مكان لأيِّ فكرٍ خاطئٍ في قلوبهم؛ فهُم حملان يَسُوع الودعاء.
وهذا التِّغيير الحاصل فيهم هو نتيجة عمل المَسِيْح الرُّوحِيّ فيهم. فقد أعطاهم حياة الله، وجوهر الآب، والقوَّة الَّتي تغلب الموت والخطيئة؛ فلن يموتوا، بل سيَحيون إلى الأبد، لأنَّهم يحملون حياته هبةً في ذواتهم، وقد تحرَّروا مِن الدَّيْنُونَة والهلاك والموت الأَبَدِيّ، لأنَّهم تبرَّروا بدم المَسِيْح. فانتقلوا بحلول الرُّوْح القُدُس فيهم مِن الموت إلى الحياة.
فالمنتصر على الجلجثة ليس بمستعدٍّ أن يفقد أيّاً مِن خرافه الَّتي اشتراها بدمه. لقد ترك مجد سمائه ليُخلِّص النَّاس، وتعذَّب ليُحييهم. فعزم أن يحفظهم مهما كلَّف الأمر. لذلك نعترف مع الرُّسُل أنَّ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ أبالِسَة وَلاَ قُوَّاتِ وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبِلَةً سَواء في الدُّنيا أو الآخِرَة تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتي فِي الْمَسِيْح يَسُوع رَبِّنَا.
فهل أنت مطمئنٌّ في يد ربِّك؟ هل أنت محفوظٌ في رحابه؟ هل اخترتَ قدرة المَسِيْح؟ إنَّ أمامك طريقَين لا ثالث لهما، فإمَّا أن تعيش في عالم الخطيئة ضالاًّ، أو أن تتحرَّر في المَسِيْح ممتلئاً بروحه القُدُّوْس. إنَّ حماية ربِّنا أعظم مِن عملنا، لأنَّها تمتدُّ إلى وراء أفق معرفتنا، ونحن واقفون إلى جانب المنتصِر.