Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
ب: يَسُوع هو الباب الحَقِيْقِيّ
(يوحنَّا 10: 7- 10)
10:7فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع أَيْضاً الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا بَابُ الْخِرَافِ.8جَمِيعُ الَّذينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ. وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.9أَنَا هُوَ الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعىً.10اَلسَّارِقُ لاَ يَأْتِي إِلاَّ لِيَسْرِقَ وَيَذْبَحَ وَيُهْلِكَ. وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ.


سمَّى المَسِيْح نفسه الباب المؤدِّي إلى رعيَّة الله. فلا طريق إلى شركة المفديِّين في حظيرة الكنيسة إلاَّ بالمَسِيْح. والَّذي يُحاول أن يجعل إنساناً متديِّناً بدون يَسُوع، يُشبه السَّارق المُهلِك الَّذي يورِّط خراف الله بالبدَع. والرُّوْح القُدُس لا يقودنا إلى خرافه بطرقٍ متشعِّبةٍ، بل مِن الباب الضَّيِّق الَّذي هو المَسِيْح نفسه. فمَن لا يدخل منه، ولا يأكل جسده ويشرب دمه، لا يحقّ له أن يخدم أولاد الله. لذلك ينبغي أن نموت عن رضانا بأنفسنا، وندخل حظيرة المَسِيْح، فعندئذٍ نُصبح مِن رعيَّته.
إنَّ جميع الكبار والبارزين في العالَم، الَّذين أتوا قبل المَسِيْح وبعده، ولم يعيشوا في روحه القُدُّوْس، ولم يتنبأوا بمجيء الرَّاعِي الصَّالِح، هم سُرَّاقٌ مُضِلُّون. ويقول يَسُوع بكلِّ وضوحٍ أنَّ جميع الفلاسفة، ومؤسِّسي المذاهب، وزُعماء الشُّعوب، إن لم يؤمنوا به ويخضعوا له، هم لصوصٌ يسرقون خاصَّة الله ويُفسدون الجماهير بتعاليمهم وعاداتهم. أمَّا الأنبياء الحَقِيْقِيّون الثَّابتون في روح المَسِيْح قبل مجيئه، فكانوا منكسري القلوب، ودخلوا إلى الله مِن الباب الحقِّ، لأنَّ المَسِيْح فوَّضهم، وجهَّزهم، وأرسلهم إلى الخدمة الأمِيْنة في رعويَّته.
لا يستطيع أحدٌ أن يتقدَّم إلى رعيَّة الله ما لم يَمُت عن ذاته، ويلتصق بيَسُوع ليُخلِّصه. ومَن ينضمّ هكذا إلى رعيَّة يَسُوع يُصبح تلقائيّاً راعياً، لأنَّ المَسِيْح يجعل خرافه المطهرة المُطيعة ملوكاً وكهنةً. فيخرج الرَّاعِي المخلص مِن باب المَسِيْح إلى العالَم، داعياً النَّاس إلى مُخلِّصهم، ويعود بهم ويدخل معهم جسد المَسِيْح الرُّوحِيّ، ليثبتوا فيه وهو فيهم. فالرُّعَاة المخلصون لا يحسبون أنفسهم أفضل مِن خرافهم، لأنَّهم جميعاً يدخلون في المَسِيْح ويخرجون منه. فمَن يثبت هكذا في التَّواضع، يجد في ربِّه ملء القوَّة والمعرفة غير المحدودة. فقلب المتواضع يجد في يَسُوع مرعى لا يزول.
وقد حذَّر يَسُوع رعيَّته أربع مرَّاتٍ مِن الفقهاء ورؤساء الكهنة والزُّعماء الَّذين يطلبون مجد أنفسهم، ويُفسِدون النَّاس بأفكارهم الخاصَّة.
وفي الوقت نفسه، دعا المَسِيْح كلَّ إنسانٍ إليه، ليعطيه الحياة الحقَّة المملوءة جودةً وصلاحاً وسلاماً، ويجعله ينبوع قوَّةٍ وبركةٍ للآخَرين. فمَن يأتِ إلى المَسِيْح، تنبع منه فضائل حسنة إلى الآخَرين، لأنَّ الرُّعَاة لا يعيشون لأنفسهم، بل يُضحُّون بحياتهم لأجل الرَّعية. وروح الله لا يُعطينا الحياة السَّماوية لخلاص النَّفس فقط، بل يُعيِّنُنا خُدَّاماً ورعاةً، لنُنكر أنفسنا، ونُحبَّ الآخَرين على الدَّوام. وبِقَدْرِ ما تزداد المَحَبَّة يزداد فيض البركات. وليس أجمل مِن الخدمة في سبيل الرَّبّ. هذا ما تعنيه العبارة: "لِِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ".

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، نشكرك لأنَّك أنت الباب المؤدِّي إلى الله. ونسجد لك لأنَّك دعَوتَنا إلى شركتك لنخدم الله والنَّاس. ساعدنا على تسليم أنفسنا لك، كي نجد الحياة الحَقِيْقِيّة، ونربح النفوس بإرشاد روحك القُدُّوْس، ونكون بركةً لجميع الَّذين حولنا بالنِّعمة الَّتي وهبتها لنا.
السُّؤَال
ما هي البركات الَّتي يغدقها يَسُوع على خرافه؟