Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:11قَالَ هَذَا وَبَعْدَ ذَلِكَ قَالَ لَهُمْ. لِعَاْزَر حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لَكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ.12فَقَالَ تَلاَمِيذُهُ يَا سَيِّدُ إِنْ كَانَ قَدْ نَامَ فَهُوَ يُشْفَى.13وَكَانَ يَسُوع يَقُولُ عَنْ مَوْتِهِ. وَهُمْ ظَنُّوا أَنَّهُ يَقُولُ عَنْ رُقَادِ النَّوْمِ.14فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع حِينَئِذٍ عَلاَنِيَةً لِعَاْزَر مَاتَ.15وَأَنَا أَفْرَحُ لأَِجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ. لِتُؤْمِنُوا. وَلَكِنْ لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ.16فَقَالَ تُومَا الَّذي يُقَالُ لَهُ التَّوْأَمُ لِلتَّلاَمِيذِ رُفَقَائِهِ لِنَذْهَبْ نَحْنُ أَيْضاً لِكَيْ نَمُوتَ مَعَهُ


وصف يَسُوع لِعَاْزَر بالعبارة "حبيبنا". ولعلَّ الرَّبّ نزل ضيفاً على حبيبه هذا مرَّاتٍ عديدة أثناء اضطهاده وتلاميذه. فلم يكن لِعَاْزَر مجرَّد صديقٍ ليَسُوع، بل حبيباً له ولجميع الرُّسُل. وكما كان إبراهيم خليل الله، كان لِعَاْزَر حبيب يَسُوع.
واستعمل يَسُوع العبارة "النَّوم" ليس لتهدئة روع التَّلاَمِيْذ عند سماعهم الخبر، وهُم في حالة الاضطهاد، بل ليؤكِّد أنَّ الموت ليس سوى نهاية الأحياء. ومع أنَّ أجسادنا تزول، لكنَّ نفوسنا تَبقى. ولئن استرحنا اليوم في المَسِيْح بالإيمان، فإنَّنا سنكون مطمئنين مستريحين في حياته، وسنسمع صوته حين يوقظنا في القيامة، فنحيا إلى الأبَد.
وقال يَسُوع عبارته الظَّافرة: "إِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ". لم يقُل: "دعونا نُصلِّي لنجد ما يريدنا الله أن نفعل، وكيف نُعزِّي أهل الميت". كلاَّ، بل كان يَسُوع يُكلِّم أباه قبل يومين مِن وصول نبأ موت صديقه إليه. فأيقن أنَّه لا بُدَّ لقيامة لِعَاْزَر مِن أن تسبق قيامته المجيدة، بغية تقوية إيمان أتباعه، وبرهاناً لأعدائه على أنَّه هو وحده المَسِيْح الموعود. لذلك قال عبارته الفريدة: "إِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ"، كأُمٍّ تقول: "إنِّي أذهب لأُوقِظ ابني، فقد حان موعد ذهابه إلى المدرسة". لم يتلكَّأ يَسُوع، ولم يتردَّد لحظةً واحدةً، لأنَّه هو الحياة نفسها، الرَّبّ قاهر الموت. فالإيمان بيَسُوع يُحرِّرنا مِن جميع أنواع الخوف، ويُثبِّتنا في الحياة.
لكنَّ التَّلاَمِيْذ لم يفهموا معنى انتصار حياة المَسِيْح آنذاك، بل ظنّوا أنَّ لِعَاْزَر كان نائماً، وأنَّ النَّوم مُفيدٌ لحالته، ولا ضرورة للذَّهاب إليه وإيقاظه في تلك السَّاعات الحرجة الَّتي يتعرَّضون فيها إلى خطر الرَّجم والقتل على يد اليهود.
فتكلَّم يَسُوع عندئذٍ بصراحةٍ عن موت لِعَاْزَر قائلاً لهم إنَّ لِعَاْزَر قد مات حقّاً. فانزعج التَّلاَمِيْذ، واكتأبوا، واصفرَّت وجوههم، وخفتت أصواتهم.
أمَّا يَسُوع فبادرهم بقوله: "أَنَا أَفْرَحُ". وهذا هو جواب ابن الله للموت، لأنَّه يرى الحياة والانتصار والقيامة. فالموت ليس سبباً للبكاء، بل للفرح، لأنَّ المَسِيْح يَضمن لأتباعه الحياة. والبشير يُوْحَنَّا يريد أن يُبوِّق بهذه الرِّسَالَة الخالدة في أذنك وقلبك: المَسِيْح هو الحياة، ومَن يؤمن به يشترك في حياته.
وتابع يَسُوع قائلاً: "أَنَا أَفْرَحُ لأَِجْلِكُمْ إِنِّي لَمْ أَكُنْ هُنَاكَ عندما مات، ولم أشفِه، بل صار جسده الآن في القبر متفسِّخاً نتناً. وهذا رمزٌ لنهاية كلِّّ إنسانٍ. لكنَّني أُريد أن أجعل رمزاً لبداية حياة جديدة، لإظهار قوَّتي، وتسليط النُّور على المستقبل. فَلْنَذْهَبْ إِلَيْهِ". إنَّ هذا الذهاب يعني عند النَّاس ذرف الدُّموع والنُّواح. ولكنَّه يعني عند المَسِيْح القيامة. فنشكر الله ونحمده لأنَّ ربَّنا يَسُوع سيقول أيضاً، عندما نضطجع في القبر: "لِنَذْهَبْ إِلَيْهِ". فذهابه إليَّ وإليكَ يعني تحريراً وحياةً ونوراً وشُكراً. ورحاب يَسُوع تشمل الزَّمن والأبد.
أحبَّ توما يَسُوع. فلم يكُن هذا الرَّسُول الَّذي عُرف بتشكُّكه جباناً، بل شجاعاً. فهو عندما لاحظ عزم المَسِيْح على التَّقدم إلى هوَّة الموت، دون أن يُلاحظ أنَّه كان عازماً على انتشال لِعَاْزَر من هناك، التفت إلى زملائه الَّذين ربَّما تباطأوا في اتِّباع معلِّمهم، وقال كلمته الحاسمة: "لن نترك يَسُوع وحده، ولن نتراجع. إنَّنا نُحبُّ ربَّنا، وسنُرافقه حتَّى إلى هوَّة الموت. فلا رجوع لأحدٍ مِنَّا. جميعنا مرتبطون به." لقد أحبَّ توما الرَّبّ، وأكَّد ولاءه وإخلاصه وأمانته له حتَّى النِّهاية.

الصَّلَاة
نسجد لك أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع المَسِيْح، لأنَّ جلالك يقهر الموت. لقد تقدَّمتَ إليه موقناً بانتصارك على فنائنا. نُعظِّمك لأنَّك ستُخلِّصنا مِن القبر، وتُحيينا بحضورك. آمِيْن.
السُّؤَال
لماذا تقدَّم يَسُوع ظافراً لإنقاذ لِعَاْزَر؟