Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
ب: لقاء يَسُوع بمرثا ومريم
(يوحنَّا10: 17- 33)
11:17فَلَمَّا أَتَى يَسُوع وَجَدَ أَنَّهُ قَدْ صَارَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ فِي الْقَبْرِ.18وَكَانَتْ بَيْتُ عَنْيَا قَرِيبَةً مِنْ أُورُشَلِيمَ نَحْوَ خَمْسَ عَشْرَةَ غَلْوَةً.19وَكَانَ كَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ قَدْ جَاءُوا إِلَى مَرْثَا وَمَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا عَنْ أَخِيهِمَا.


هل شممتَ يوماً ما رائحة جثَّةٍ بعد مُضيِّ أربعة أيَّام على وفاة صاحبها؟ لا شكَّ أنَّ جسد الميت بعد أربعة أيَّامٍ يتفسَّخ وينتن وتصدر منه رائحةٌ كريهةٌ. لقد انقضت أربعة أيَّام على موت لِعَاْزَر ودفنه، فقد دفنوه في اليوم نفسه الَّذي توفِّي فيه. وبلغ خبر وفاته يَسُوع في اليوم نفسه. فلماذا لم يأتِ المَسِيْح إلى صديقه إلاَّ بعد أن صار جثَّةً هامدةً في القبر، وبات أمر موته محقَّقاً لا ريب فيه؟
تقع بيت عنيا شرق جبل الزيتون، باتجاه وادي الأردن البالغ عمقه 1000 متر. وفي أسفله البحر الميت الشَّهير. وخلف جبل الزيتون باتجاه الغرب، وعلى مسيرة ثلاثة كيلومترات تقع أورشليم منتصبةً على تلَّةٍ يفصلها عن ذلك الجبل وادي قدرون.
حضر إلى بيت المتوفَّى أصدقاءٌ كثيرون رتَّلوا وبكوا، والنِّساء نتفنَ شعورهنَّ بأيديهنَّ، ولطمنَ صدورهنَّ. كان الحزن شديداً في عائلة المتوفَّى، لأنَّ لِعَاْزَر كان المُعيل الوحيد لأختيه العازبتَين. فاشتركت النُّفوس بهذا اليأس الأليم، وقد خيَّم شبح الموت على جميع المجتمعين.