Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:25قَالَ لَهَا يَسُوع أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا.26وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. أَتُؤْمِنِينَ بِهَذَا.27قَالَتْ لَهُ نَعَمْ يَا سَيِّدُ. أَنَا قَدْ آمَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ الْمَسِيْح ابْنُ اللَّهِ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ


قال يَسُوع لمرثا المؤمنة، على مسمعٍ مِن تلاميذه، تلك الآية العُظمى أنَّ القيامة آتيةٌ لا ريب فيها. وها هي الآن في شخصي. ليس أنَّكم ستقومون في يوم القيامة، بل تقومون اليوم بحضوري. فأنا ممتلئٌ بالحياة، وحاملٌ قيامتَكم في ذاتي. أنا الخالق والمُحيي. ومنِّي يخرج الرُّوْح القُدُس إليكم، الَّذي لا يخلق مِن العدم حياة قابلة للموت، بل يمنحكم حياة الله. أنا أموت لأرفع خطاياكم، كي تنالوا الحياة الإلهيَّة. أموتُ موتَكم على الصَّلِيْب، كي لا يجد الموت سلطاناً عليكم فيما بعد. ولسوف أُحقِّق قيامتكم بقيامتي، لكي تُدفَنوا وتقوموا معي في الإيمان. فموتي موتكم، وحياتي حياتكم. أنا حيٌّ، وأنتم تحيون فيَّ."
إنَّ الشَّرط الوحيد لنيل حياة المَسِيْح، هو عهد الإيمان مع يَسُوع. فكما أنَّ التَّيار الكهربائي لا يجري في الأسلاك إلاَّ إذا ربطته بمولِّد التَّيار، هكذا تيَّار حياة المَسِيْح لا يجري فيك إلاَّ إذا ارتبطتَ به بواسطة الإيمان. وكلُّ مَن يؤمن بالمَسِيْح يحيا حقّاً.
أمَّا الَّذي لا يؤمن به فيبقى في الموت، بدون رجاءٍ، في اليأس والخلوِّ مِن المعرفة الحَقِيْقِيّة بالله. فالإيمان بالمَسِيْح يفتح بصائرنا على الآب وحياته الأَبَدِيّة، ومحبَّته تغرس فينا الابتهاج والسُّرور والحياة والسَّلام والقوَّة الَّتي لا تزول. والإنسان الممتلئ بحياة المَسِيْح لا يموت، لأنَّ روح الله أَبَدِيّ. وهذا الروح هو الَّذي يتمركز في قلوب المؤمنين بالمَسِيْح.
لم يُلقِ يَسُوع خطاباً مثيراً معلناً انتصاره على الموت، بعد حادثة إقامته لِعَاْزَر، بل قبل ذلك، لأنَّه كان يرمي إلى تحقيق القيامة الرُّوحِيّة في الحضور، كي يقوموا مِن عدم الإيمان والموت في الخطايا، بواسطة ثقتهم به، قبل إجرائه المعجزة الكبرى. وأكَّد المَسِيْح لجميع الأحياء بروحه أثناء عظته، أنَّ الموت لن يسودهم، لأنَّهم اشتركوا بالإيمان في قيامته الخاصَّة مسبقاً. فهل أدركتَ الوعد المُطلق مِن فم المَسِيْح؟ إنَّك إن آمنتَ به فلن تموت أبداً. لا تنظر إلى موتك المُقبِل، ولا إلى قبرك المفتوح، بل حوِّل ناظريك إلى يَسُوع، واشكره لهذا التَّفويض العَظِيْم، لأنَّه يُثبِّتُك في الحياة الأَبَدِيّة.
أَخِي العَزِيْز، هل تؤمن بيَسُوع مُحييك؟ هل اختبرتَ شخصيّاً أنَّه حرَّرك مِن سُلطة الموت، وأقامك مِن الفساد في خطاياك؟ هل تعيش حقّاً في الرُّوْح القُدُس، أم لا تزال تجول كميتٍ ورائحة الفساد تنبعث منك؟ إن كنت لم تختبر هذه الإقامة الرُّوحِيّة في نفسك بعد، فإنَّنا نؤكِّد لك أنَّ ربَّ الحياة واقفٌ أمامك، وهو يمدُّ يده لك. آمِن بمحبَّة المَسِيْح وقدرته، وأمسك بيد الحيِّ، يُقِمْكَ الآن مِن ذنوبك وموتك، وينقلك إلى حياته الأَبَدِيّة. فهو وحده مُخلِّصُك الأمِيْن.
قَبِلَت مرثا وعدَ المَسِيْح. ولم تختَر الحياة الأَبَدِيّة فقط، بل اختارت أوَّلاً واهب الحياة نفسه. وقد لاحظَت أنَّه لم يُقدِّم لها فلسفةً عن القيامة، بل كان هو نفسه الَّذي يُحقِّقها. لم يكن موضوعه الأهمّ في تلك اللَّحظة أخاها الميت، بل هي نفسها، كي تترك الموت الرُّوحِيّ وتنضمَّ إلى حياة المَسِيْح. وقد فعلَت ذلك حقّاً. آمنَتْ أنَّ يَسُوع هو المَسِيْح الموعود الَّذي له سلطانٌ أن يُقيم الموتى، وأن يدين في اليوم الأخير. لم تنتظر مرثا ثورةً سياسيَّةً، ولا انقلاباً عسكريّاً على يد المَسِيْح، بل اختبرَت بإيمانها به أنَّ قوَّته جرَت فيها، وأيقظَتها، وقدَّسَتها. فتجرَّأت على النُّطق بشهادة إيمانها جهراً على الرغم من معرفتها أنَّ اليهود كانوا عازمين على رجم يَسُوع بسبب قوله إنَّه ابن الله. فلم تخشَ الموت، بل أحبَّت مُخلِّصَها. ففاقت هذه المرأة الرِّجال في جرأتها، وثقتها عظمت بحسب محبَّتها.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، أنت عظيمٌ منذ الأزل، وتثبتُ إلى أبد الآبِدِيْن. ألوهيَّتك ممتلئةٌ بالحياة، والموت ليس له سلطانٌ عليك. لقد متَّ موتَنا، وأقمتَنا بقيامتك. نسجد لك ونشكرك لأنَّك أشرَكْتَنا في حياتك، كي لا يغلبنا الموت. إنَّنا نُحبُّك ونشكرك لأنَّك حرَّرتنا مِن الخطيئة والخوف مِن الموت؛ ونسألك أن تُحرِّر جميع ضحايا الخوف مِن الموت، كي يعرفوك ويؤمنوا بك ويحيوا إلى الأبَد.
السُّؤَال
كيف نقوم اليوم مِن الموت؟