Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:28وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا مَضَتْ وَدَعَتْ مَرْيَمَ أُخْتَهَا سِرّاً قَائِلَةً الْمُعَلِّمُ قَدْ حَضَرَ وَهُوَ يَدْعُوكِ.29أَمَّا تِلْكَ فَلَمَّا سَمِعَتْ قَامَتْ سَرِيعاً وَجَاءَتْ إِلَيْهِ.30وَلَمْ يَكُنْ يَسُوع قَدْ جَاءَ إِلَى الْقَرْيَةِ بَلْ كَانَ فِي الْمَكَانِ الَّذي لاَقَتْهُ فِيهِ مَرْثَا.31ثُمَّ إِنَّ الْيَهُودَ الَّذينَ كَانُوا مَعَهَا فِي الْبَيْتِ يُعَزُّونَهَا لَمَّا رَأَوْا مَرْيَمَ قَامَتْ عَاجِلاً وَخَرَجَتْ تَبِعُوهَا قَائِلِينَ إِنَّهَا تَذْهَبُ إِلَى الْقَبْرِ لِتَبْكِيَ هُنَاكَ.


ربَّما طلب يَسُوع مِن مرثا إحضار مريم إليه، كي تسمع منه كلمة الحقِّ والتَّعزية، بعيداً عن ضجيج الحزانى، فتتقدَّم في الإيمان بواسطة محبَّته. فالمَسِيْح ينتصر بجرأة الإيمان، وليس بتشاؤم الحزن. لذلك شاء إحضار مريم المنسحقة إلى نور حضور الله، كي تنتعش وتنشط روحيّاً.
ورُبَّما لم تكن مريم على علمٍ مسبقٍ بمجيء المَسِيْح، لأنَّها كانت غارقةً في الحزن. ولكن عندما رجعت مرثا، وقالت لها بوضوحٍ إنَّ يَسُوع يطلبها شخصياً، أفاقت مضطربةً، وانطلقَت لملاقاة الرَّبّ، حتَّى إنَّ جميع الحضور دهشوا لأمرها، متسائلين إلى أين انطلقَت، هل ذهبَت إلى القبر لتبكي أخاها؟ وقام الجميع وتبعوها إلى حيث كانت الجثَّة مدفونةً. فكان هذا الموكب صورةً للحياة الدُّنيا الذَّاهبة إلى الفناء. فلا قيمة لكلِّ فلسفةٍ أو دينٍ أو حزبٍ لا يستطيع أن يُعطي جواباً حَقِيْقِيّاً لمسألة الموت، لأنَّ بالموت تظهر حقيقة الرَّجاء، ومتانة تعزية المؤمنين.