Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
أوَّلاً: التَّمهيد لأسبوع الآلام
(يوحنَّا 11: 55- 12: 50)

1- مسح يَسُوع في بيت عنيا
(يوحنَّا 11: 55- 12: 8)
11:55وَكَانَ فِصْحُ الْيَهُودِ قَرِيباً. فَصَعِدَ كَثِيرُونَ مِنَ الْكُوَرِ إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبْلَ الْفِصْحِ لِيُطَهِّرُوا أَنْفُسَهُمْ.56فَكَانُوا يَطْلُبُونَ يَسُوع وَيَقُولُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَهُمْ وَاقِفُونَ فِي الْهَيْكَلِ مَاذَا تَظُنُّونَ. هَلْ هُوَ لاَ يَأْتِي إِلَى الْعِيدِ.57وَكَانَ أَيْضاً رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيْسِيُّوْنَ قَدْ أَصْدَرُوا أَمْراً أَنَّهُ إِنْ عَرَفَ أَحَدٌ أَيْنَ هُوَ فَلْيَدُلَّ عَلَيْهِ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ


كان الفصح أعظم عيدٍ في العهد القديم، يُحيي فيه اليهود ذكرى عبور الغضب الإلهي عنهم، لأنَّهم عاشوا تحت حماية الحمَل الإلهي المُعيَّن لأجلهم. فهُم استحقّوا الهلاك، ولكنَّ إيمانهم خلَّصهم.
وكان اليهود يأتون كلَّ سنةٍ إلى أورشليم، ليشكروا الله لحفظهم مِن غضبه، فيذبحون مئات الألوف مِن الحملان ويأكلونها ليتَّحدوا بسبب حمايتهم. وكان الكثيرون منهم يذهبون إلى القدس قبل العيد، ليتطهَّروا بواسطة التَّوبة النَّصوح، ويستعدُّوا للاتِّحاد بحَمَل الله. فإذا ما لمس أحدُهم ميتاً، كان عليه أن يُمارس سلسلةً مِن التَّطهيرات والطُّقوس والعبادات مدَّة سبعة أيَّامٍ، كي يحقَّ له دخول هيكل الله مِن جديدٍ (سفر العدد 19: 11).
وفي ذلك الموسم، سأل الحجَّاج عن يَسُوع النَّاصِرِيّ باهتمامٍ: "هل سيأتي، أم إنَّهم لن يروه؟" لأنَّهم علموا أنَّ المجلس اليهودي قد قرَّر سرّاً الحكم عليه بالقتل. فطلبوا مِن كلّ بالغٍ في الأمَّة أن يتجسَّس لهم على يَسُوع، ويُخبرهم إن شاهده كي يقبضوا عليه حالاً ويقتلوه. فلم يكن يَسُوع آنذاك طليقاً، بل مُضطهداً ومطلوباً مِن قِبل أعدائه، والموت فاغرٌ فاه لابتلاعه.