Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
الأَصْحَاْح الثَّانِي عشر: 1ثُمَّ قَبْلَ الْفِصْحِ بِسِتَّةِ أَيَّامٍ أَتَى يَسُوع إِلَى بَيْتِ عَنْيَا حَيْثُ كَانَ لِعَاْزَر الْمَيْتُ الَّذي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.2فَصَنَعُوا لَهُ هُنَاكَ عَشَاءً. وَكَانَتْ مَرْثَا تَخْدِمُ وَأَمَّا لِعَاْزَر فَكَانَ أَحَدَ الْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ.3فَأَخَذَتْ مَرْيَمُ مَناً مِنْ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ وَدَهَنَتْ قَدَمَيْ يَسُوع وَمَسَحَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا. فَامْتَلأَ الْبَيْتُ مِنْ رَائِحَةِ الطِّيبِ.


لم يخشَ يَسُوع كيدَ أعدائه، بل تابع طريقه نحو أورشليم وفق مشيئة أبيه السَّماوي. لم يبحث عن عزلةٍ، بل عاد إلى أورشليم قبل أسبوعٍ مِن العيد الكبير، ودخل بيت عنيا البعيدة ثلاثة كيلومترات عن العاصمة، وتوجَّه إلى المنزل الَّذي أظهر فيه قدرته الخارقة ومجد أبيه بانتصاره على الموت. فقد عاش لِعَاْزَر بعدما أقامه يَسُوع مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، وأكل وشرب ومشى في الأسواق، وأبصره النَّاس مشدوهين وخائفين بسبب ما انطبع في أذهانهم مِن أوهامٍ وخيالات أشباحٍ.
اختبر لِعَاْزَر وأُختاه مريم ومرثا مجدَ الله في المَسِيْح، فاعترفوا به رغم تهديد المجلس اليهودي، واستقبلوه وتلاميذه، وأعدُّوا لهم العشاء، وهم ممتلئون فرحاً.كان لِعَاْزَر حبيبَ يَسُوع وخليله، فاتَّكأ بجانبه. ألا تشير هذه الصورة إلى الفردوس؟ فالله لن يكون بعيداً عنا، بل سنتّكئ معه في المجد.
وقامت مرثا الموهوبة في تدبير المنزل بفتح كنوز بيتها، وقدَّمَت ما عندها، لأنَّها أدركَت نهائيّاً أنَّ يَسُوع هو المَسِيْح الحَقِيْقِيّ، غالب الموت.
أمَّا مريم المتصوِّفة، فأكرمَت يَسُوع بطريقتها. وجاءت بقارورة طيبٍ يُعادل ثمنُها أجرة عاملٍ لمدَّة ثلاثمائة يومٍ. لقد تشوَّقَت أن تُقدِّم ليَسُوع أغلى ما عندها. ولكنَّها لم تشعر بأنَّها مستحقَّةٌ أن تمسح رأسه، فركعت أمامه ومسحت قدميه بكنز حياتها. فالمَحَبَّة ليسَت بخيلةً، بل تُضحِّي كثيراً. وهي لا تأخذ، بل تُعطي ما عندها. وبعدَما مسحت قدمي الرَّبّ بالطيب، نشَّفتهما بشعر رأسها، معترفةً بذلك بأنَّها أمَتُه الخاضعة لمشيئة محبَّته. لقد ملأ عمل محبَّتها الأمِيْنة والمقدَّسة أجواء المنزل وأنوف الحضور كلِّهم بأريج عطر تضحيتها.