Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
12:25مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا وَمَنْ يُبْغِضُ نَفْسَهُ فِي هَذَا الْعَالَمِ يَحْفَظُهَا إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيّةٍ.26إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي. وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ.


يُرينا يَسُوع أنَّ طريقه إلى الموت، وذهابه إلى المجد شعار حياة تلاميذه أيضاً. وكما أنَّ الابن ترك مجده وأخلى ألوهيَّته الظَّاهرة لِيُخلِّص النَّاس، هكذا ليس هدفنا أن نُصبح عظماء ومشاهير، بل أن نُنكر أنفسنا على الدَّوام. فامتحِن نفسَك: هل تُحبُّها، أم تُبغضها؟ يقول المَسِيْح لك إنَّك إن نسيتَ نفسكَ، وخدمتَ يَسُوع ومَلَكُوْته بأمانةٍ، تربح الحياة الإلهيَّة، وتحفظ نفسَك الموهوبة لك ربحاً أَبَدِيّاً. بهذه الكلمات يُريك يَسُوع دستور مجده الحَقِيْقِيّ. لا تعِش لإرضاء رغباتك، ولا لتتكاسل أو تستكبر، أو تقصد الغنى، بل ارجع إلى الله مُصغياً إلى أوامره، طالباً المساكين والفاسدين لتخدمهم، كما أخلى هو بنفسه مجدَه لِيُجالِس الخطاة والزُّناة والسَّارقين. ففي شركتك مع الخطاة في سبيل نقل بشارة الخلاص لهم يَظهر بهاء مجد الله في حياتك. لا تظنَّ نفسك أفضل مِن غيرك. فالمَسِيْح وحده قادرٌ أن يجعلك أنت الفاشل سبب خلاص كثيرين. وهذا التَّغيير لا يتمُّ إلاَّ بإنكارك ذاتك.
لقد أوضح يَسُوع هذا المبدأ حين قال إنَّ خدمتنا له تعني اتِّباعه والتَّمثُّل به، وأخذ نصيب مِن الاحتقار الَّذي احتمله هو في بعض الأحيان. ليس الرفاه والأُبَّهة والبحبوحة والمناصب ما ينتظر المؤمن، بل الرَّفض والبغضة والضِّيقات والاضطهاد حتَّى الموت. فهل أنت مستعدٌّ أن تتألَّم لأجل اسم يَسُوع؟ إنَّه يَعِدُ قائلاً: "حَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضاً يَكُونُ خَادِمِي"، أي إنَّ يَسُوع قد سبقك إلى ضيقات العالم، وهو يتألَّم معك، لأنَّ شعار خُدَّام المَسِيْح في هذه المرحلة ليس المجد الظَّاهر، بل خلاص الضَّالين. فسعادتُنا ليست إرضاء أنفسنا، بل خدمة المحتاجين. يتمجَّد اسم المسيخ بواسطة تضحية أتباعه. ويتمجَّد اسم الآب بواسطة بواسطة تمثُّل أولاده بابنه.
ولكنَّ وعد يَسُوع لأتباعه بتحمُّل الآلام والضِّيقات معهم يُقابله مِن جهةٍ ثانيةٍ إشراكهم في المجد الأَبَدِيّ. فكما يجلس المَسِيْح اليوم في عرش أبيه، ويحيا معه في شركةٍ تامَّةٍ، ووحدةٍ تامَّةٍ، هكذا سيعيش المؤمنون ويتَّحدون بأبيهم السماوي، بعد ضيقهم واضطهادهم في العالم الحاضر. فالسِّر عظيمٌ. ولكن ما عساه يكون الإكرام الَّذي يُقدِّمه الآب لخُدَّام ابنه الأُمناء؟ إنَّه يُعيدهم إلى صورته المجيدة، الصُّورة الأصليَّة الَّتي خلقهم عليها في البدء. وفوق ذلك سيحلُّ فيهم بملء روحه القُدُّوْس، ليكون أولادُه مشابهين صورة ابنه، ليحسب هو بكراً بين إخوةٍ كثيرين، فيكونون دائماً عند أبيهم في بيته (رومية 8: 29؛ رؤيا يُوْحَنَّا 21: 3- 4).

الصَّلَاة
نشكرك أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، لأنَّك لم تكن راضياً عن التَّمتُّع بمجدك، بل تجرَّدْتَ مِن عظَمَتك، فأخليت نفسك وصرتَ بشَراً حتَّى تُخلِّصنا. نسجد لك لأجل هذا التَّواضع، ضارعين أن تُحرِّرَنا مِن إرضاء ذواتنا وكبريائنا، حتَّى نتحرَّر في قوَّة روحك، فنخدمك، ونُحقِّق محبَّتك في حياتنا.
السُّؤَال
لماذا يُعتبَر موت المَسِيْح تمجيداً للحقِّ؟