Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
12:35فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع النُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ. فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلاَّ يُدْرِكَكُمُ الظَّلاَمُ. وَالَّذي يَسِيرُ فِي الظَّلاَمِ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ.


إنَّ يَسُوع هو نور العالم. وإدراك النُّور لا يحتاج إلى شرحٍ، فالنُّور مُدرَكٌ، لأنَّ الإنسان العاديَّ يستطيع أن يرى النُّور، ويُميِّزه عن الظَّلام. وما دام ضوء النَّهار ساطعاً يستطيع المرء أن يُسافر ويمشي ويركض. أمَّا في الليل فلا يستطيع الإنسان أن يشتغل.وما دامت الشمس مشرقةً، يكون الوقتُ وقتَ عملٍ ونشاطٍ.
وهكذا قال يَسُوع لليهود، إنَّه لم يبقَ أمامهم إلاَّ وقتٌ قليلٌ جدّاً ليدخلوا رحاب نوره إن شاءوا. فالوقت لا يتَّسع للمباحثات السَّفسطائية، بل يتطلَّب القرار والتَّسليم والثَّبات.
ولكنَّ الَّذي يرفض النُّور، يظلُّ في الظُّلمة، ولا يعرف طريقه. وهذا ما كان يَسُوع قد أنبأ اليهود به قبلاً، أنَّهم سيتخبَّطون في الظَّلام بدون طريقٍ أو هدفٍ أو رجاءٍ. وهذا الظلام ليس ظلاماً طبيعياً خارجياً، بل هو ظلامٌ داخليٌّ مِن صبغة الرُّوح الشرِّير في الإنسان. فيصير بنفسه ظلاماً طوال حياته. فمَن لا يُسلِّم نفسه وقلبه وروحه وحياته وكيانه كلَّه ليَسُوع يغلبه الظَّلام. فهل أدركتَ الآن السَّبب في أنَّ بعض الدول المَسِيْحية قد أصبحت ينابيع ظلامٍ في عالمنا هذا؟
ليس كلُّ مَن وُلد مَسِيْحياً قد سلَّم حياته للمَسِيْح. فكثيرون هم المَسِيْحيون بحسب الهويَّة الشَّخصيّة، وقليلون جدّاً هم المَسِيْحيُّون المتجدِّدون المولودون ثانيةً، والمستحقُّون أن يحملوا اسم المَسِيْح في حياتهم. كثيرون هم الَّذين يتخبَّطون ويتعثَّرون ويضلُّون في ظلمة هذا العالَم الشِّرير، لأنَّ الظُّلمة تغلب كلَّ مَن لا يدخل عالَم النُّور والخير والمعرفة والحقّ. إنَّك لن تقدر أن ترث بركات الإِنْجِيْل تلقائيّاً مِن والدَيك. فأنت صاحب القرار، والمسؤولية تقع على عاتقك وحدك. ولن ينوب والداك عنك في الدَّيْنُونَة. لذلك يتوقَّف الأمر عليك في قبول المَسِيْح، وإجابة دعوته إليك، وتسليم نفسك كلِّياً له، ما دام الوقت مُتاحاً لك وأنت حيٌّ.