Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
12:4فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَهُوَ يَهُوذَا سِمْعَانُ الإِسْخَرْيُوطِيُّ الْمُزْمِعُ أَنْ يُسَلِّمَهُ5لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هَذَا الطِّيبُ بِثَلاَثَمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَ لِلْفُقَرَاءِ.6قَالَ هَذَا لَيْسَ لأَِنَّهُ كَانَ يُبَالِي بِالْفُقَرَاءِ بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقاً وَكَانَ الصُّنْدُوقُ عِنْدَهُ وَكَانَ يَحْمِلُ مَا يُلْقَى فِيهِ.


أحبَّ يهوذا المال أكثر مِن يَسُوع. فاهتمَّ بالأمور المادِّية أكثر مِن اهتمامه بتنمية إيمانه بيَسُوع. ولذلك لم يرَ في تضحية مريم بقارورة الطيب الغالية الثمن سوى خسارة مادِّية وهدر للأموال لا مبرِّر له. فلم ينظر إلى البركة الرُّوحِيّة الَّتي أخذتها مريم، ولم يُدرك معنى سجودها وشكرها وتسليمها الرُّوحِيّ للمَسِيْح. لم يرَ يهوذا غير المال، ولم يفكِّر بغير المال. ومَن يتعلَّق بالمال يُصبح شيطاناً. ونجد يهوذا هنا مُخفياً بُغضَه ليَسُوع بقناع التَّقوى الزَّائف، وكأنَّه قاصدٌ عمل الخير ليس إلاَّ، متظاهراً بالغيرة على الفقراء والشَّفقة عليهم، وهو الَّذي لم يشفق على فقيرٍ في حياته، بل كان يجمع المال ويختلسه لنفسه. فلم يكن أميناً على صندوق الجماعة، بل كان يضع في جيبه سرّاً كلَّ ما تيسَّر له سرقته مِن هذا الصّندوق. وهكذا لم يثبت أمِيْناً في القليل، بل صار سارقاً محترفاً بملء إرادته وتفكيره. وحرص على ألاَّ تظهر تصرُّفاته للعيان. فظلَّ متخفِّياً مُحتاطاً.
والعجيب أنَّ يَسُوع لم يكشف على دفاتر أمين الصندوق هذا (القليل الأمانة)، بل احتمله إلى النِّهاية، رغم علمه بمكره وخيانته وسوء أفعاله. فكان يهوذا لصّاً ضالاًَّ محتالاً، مُحبّاً لذاته، مستسلماً لغرور المال، عبداً له.
أَخِي العَزِيْز، لا تستطيع أن تخدم الله والمال. لأنَّك ستُحبُّ الواحد وتُبغض الآخر. لا تخدع نفسك. هل هدفك هو الله أم التَّنعُّم بالحياة الدُّنيا؟