Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
13:12فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ.13أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَِنِّي أَنَا كَذَلِكَ.14فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ.15لأَِنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً.16اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ.17إِنْ عَلِمْتُمْ هَذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.


لم يستهلّ يَسُوع حديثه الوداعي بأقوال، بل بأفعال. لأنَّ لا فائدة مِن الكلمات إن لم تتحقَّق عمليّاً. سأل أتباعه هل فهموا روح عمله الرَّمزي، قائلاً لهم: "افتحوا أعينكم وانظروا. فها أنا مُتَّكئٌ معكم كواحدٍ منكم. لستُ متعالياً فوقكم على عرشٍ لتعبدوني كعبيدٍ. كلاَّ، بل قد أخليتُ مجدي كلَّه، وصرتُ كواحدٍ منكم. وفوق ذلك، تركتُ مكانتي كمعلِّمٍ وربٍّ، لأصير خادماً. أي إنَّني تنازلتُ حتّى دون مستواكم. فهل أدركتم الآن المَنحى الَّذي ينبغي للمحبّة الإلهية أن تتَّخذه؟ المتكبِّر ينتفخ ويتبجَّح، أمَّا المُحِبُّ فيتَّضع، ويحتمل كلَّ شيءٍ، ويُنكر ذاته، ويخدم جسديّاً وعمليّاً."
"أنتم تريدون أن تكون تلاميذي، كما أنَّني قدوتكم. لستُ أتكلَّم فقط، بل أضع تعاليمي موضع التَّطبيق العملي. انظروا! إنَّني خادمٌ. وإن شئتم أن تتبعوني، فانحنوا، وليخدم بعضكم بعضاً. والَّذي يُريد أن يكون الأوَّل بينكم هو أضعفكم. أمَّا الَّذي يخدم غيره بهدوءٍ، ويبقى متواضعاً، فهو أعظمكم."
"لا تظنُّوا أن الكنيسة هي مجموعة قدِّيسين كاملين. كلاَّ، بل هي مجموعة مؤمنين يتقدَّمون في درب القداسة. لقد طهَّرتهم جميعاً، فهُم قدَّيسون مبدئيّاً. ولكن يحتاج كلُّ عضوٍ إلى الصَّبر والوقت لأجل النموّ الرُّوحِيّ. كلُّ واحدٍ يُخطئ ويعثر. ولذلك آمركم وأوصيكم: اغفروا بعضكم لبعض زلاتكم وخطاياكم. لا تدينوا أحداً، بل أعينوا الآخَرين. لا تغسلوا رؤوس بعضكم بعضاً، بل الأقدام فقط. لا يتعالَ أحدكم على الآخَر، فأنتم جميعاً إخوةٌ. فإن مارستم هذه الخدمة، لا بالتَّسلط، بل بالمَحَبَّة، ستُدركون ما أوضحتُه لكم سابقاً: إنَّي لم آتِ لأُخدَم، بل لأَخدِم. وحياتي كلُّها خدمةٌ وتضحيةٌ للجميع."
"إنِّي أُرسلكم إلى العالم رسل محبَّةٍ. والمُرسَل عظيمٌ كالَّذي أرسله. وحتَّى إن كان المُرسَل عبداً، فكلمته ككلمة سيِّده. ولئن فوَّضتُ لكم سلطاناً، فلا تظنُّوا أنَّكم أعظم منِّي، فما أنا إلاَّ خادمٌ. لذلك واجبكم الأوَّل هو أن تُصبحوا خُدَّاماً مثلي. وإن أدركتم هذا المبدأ فقد أدركتم شعار المَسِيْحيَّة كلِّها".
"وإليكم الآن المبدأ الثَّانِي الَّذي إن عملتم بموجبه فطوبى لكم. إنِّي لم أُعلِّمكم المَحَبَّة بالكلام فقط، بل مارستُها عمليّاً. فالخدمة عملٌ وتضحيةٌ، وليست مجرَّد كلامٍ وصلواتٍ وعواطف. والدَّافع إلى الخدمة موجودٌ في طبيعة المؤمن. ومِن هذا الجوهر تأتي أَعْمَال المَحَبَّة العديدة. والَّذي لا يخدم لا يكون مؤمناً. والصَّلوات الرَّنانة الخالية مِن الجهد في التَّعاون هي مراءاةٌ. فأنتم لم تَخلصوا بأَعْمَالكم الصَّالِحة، بل إنَّ دمي وحده هو الَّذي يُخلِّص. ولكنَّكم إن انحنيتم للمساكين والضَّالين وخدمتموهم على الدَّوام، فستمتلئون بفرح الله، لأنَّ مسرَّة الآب تُظلِّل خُدَّام ابنه.
أَخِي العَزِيْز، هل ترغب أن تُصبح سيِّداً ومُعلِّماً؟ انظر إذاً إلى يَسُوع، مُعلِّم المُعلِّمين، الماثِل أمامك خادماً. هل تُريد أن تُطبِّق تعاليمه؟ ابدأ الخدمة مِن الآن. اسأله في صلاتك أين وكيف ومَن يُريدك هو أن تخدم. وإن علمتَ هذا فطوبى لك إن وضعتَه موضع التَّنفيذ.