Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
2- انكشاف الخائن، وارتباكه، وخروجه
(يوحنَّا 13: 18- 38)
13:18لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذينَ اخْتَرْتُهُمْ. لَكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ. الَّذي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ.19أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.


لم يعِش يهوذا سعيداً في حياته، لأنَّه لم يُحبَّ التواضع والخدمة، بل اختار العنف والسُّلطة والخيانة. وأراد التَّسلط على يَسُوع بمكرٍ. وربَّما كان قصده إجبار يَسُوع على تولِّي السُّلطة، وإلاَّ فهو خصمه اللَّدود الَّذي يريد أن يدوسه بعقبه، ويتآمر لإبادته. لم يُدرك هذا الخائن مبدأ محبَّة الله، فاستكبر. أمَّا يَسُوع فكان متواضعاً. فقصَد يهوّذا القوَّة والعجرفة والسلطان والبطش، بينما آثر يَسُوع أن يبقى خادماً وديعاً مُحبّاً لطيفاً.
وأعدَّ يَسُوع تلاميذه لساعة الخيانة الَّتي ستقع ضدَّه، كي لا يشكُّوا في ربوبيَّته. وبيَّن لهم، رغم تسليمه لأيدي الأُمم، أنَّه هو الرَّبّ. وشهد لساعة ضعفه مسبقاً بسلطانه المُطلَق، قائلاً عن نفسه: "إنِّي أنا هو". وبمثل هذه العبارة أعلن الله نفسه في العلَّيقة الملتهبة أمام موسى. أمَّا الآن فثبَّت يَسُوع بهذه الكلمات إيمان تلاميذه بألوهيَّته، كيلا يسقطوا في التَّجربة والشَّك. فكان يَسُوع في خدمته يتنازل أكثر فأكثر محتملاً كلَّ ضيقٍ، وبتواضعه الجمِّ هذا ظهرَت عظمته، حتَّى اعترف يُوْحَنَّا بعدئذٍ قائلاً: "ورأينا مجدَه مجداً".