Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
13:21لَمَّا قَالَ يَسُوع هَذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ وَشَهِدَ وَقَالَ الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ وَاحِداً مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي.22فَكَانَ التَّلاَمِيْذ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ.


كلَّم يَسُوع تلاميذه عن المَحَبَّة والخدمة المتبادلة والتسامح، وكان لهم القدوة في التواضع والوداعة، وأنبأهم بسلطانه الَّذي يُشرق وسط الضَّعف، كي يُدركوا أنَّه هو الرَّبّ العامل المُدبِّر كلَّ شيءٍ حتَّى في ساعة موته. وفي سبيل توضيح ذلك، ابتدأ يُميط اللِّثام عن خيانة يهوذا. وخوَّل الأخير القيام بعمله الشِّرير، ليس وفقاً لخطَّة هذا الخبيث، بل كما أراد الرَّبّ لهذا العمل أن يتمَّ بكلِّ تفاصيله ودقائقه.
فكشف يَسُوع لتلاميذه أنَّ واحداً منهم قد عزم على تسليمه إلى المجمع اليهودي الأعلى. فوقع الخبر عليهم وقوع الصَّاعقة. لم يُعلن يَسُوع هذا النَّبأ عَرَضاً، ولا سرده سَرداً، بل كان مضطرباً في أعماق روحه، كما اضطرب على قبر لِعَاْزَر. اكتأب بخاصَّةٍ حين لاحت في ذهنه الفكرة أنَّ أباه سيتركه. لقد أحبَّ يَسُوع يهوذا، واختاره تلميذاً له، فبدا له أمراً مستحيلاً أن يُقْدِم صديقٌ مختارٌ، وتلميذٌ رافق يَسُوع هذه المدَّة كلَّها، على خيانة ابن العليّ، لولا تذكُّره ما جاء في سفر المزامير 41: 9 "آكِلُ خُبْزِي رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ" (قارن أيضاً ما جاء في إِنْجِيْل يُوْحَنَّا 13: 8).
عندئذٍ تفرَّس التَّلاَمِيْذ كلٌّ منهم بزميله متسائلين مَن عساه يخون المعلِّم بهذه البساطة. ومِن ثَمَّ أخذوا يشكُّون في أنفسهم، باحثين عن إمكانية وجود أيِّ مَيلٍ فيهم للخيانة، لا سيَّما أنَّهم جميعاً كانوا يُفكِّرون في ترك يَسُوع عندما ابتدأ طريقه بالانحدار إلى الاحتقار والرَّفض. فرأوا أنفسهم فجأةً مكشوفين أمامه، وخجلوا مِن أنفسهم، ولم يتمكَّنوا مِن الثَّبات في الامتحان الإلهي أمام بريق عيني يَسُوع الكاشفتين، وشعروا برهبة الدَّيْنُونَة.