Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ.17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَِنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَِنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ.


إنَّ مَن يُحاول إتمام وصايا يَسُوع مِن تلقاء نفسه، يفشل وينكسر وييأس، لأنَّه لا يستطيع إنسانٌ أن يُتمِّم مشيئة الله، وإلاَّ صار إلهاً في ذاته. ولهذا السَّبب توسَّط يَسُوع لنا عند الله، حتَّى أرسل إلينا المُعزِّي اللَّطيف الَّذي هو الرُّوْح القُدُس. ولهذا الرُّوح وظائف مختلفةٌ في دنيانا. فهو روح الحقّ الَّذي يُرينا طول وعرض خطايانا ورجاساتنا وفجورنا، حتَّى نشمئزَّ مِن أنفسنا، ونتواضع بالمعرفة أنَّنا أباطيل. ومِن ثَمَّ يرسم الرُّوح المُعَزِّي يَسُوع مصلوباً أمامَنا. ويؤكِّد لنا أنَّ هذا الابن الإلهيَّ المرفوع على الصَّلِيْب قد غفر لنا جميع خطايانا نهائيّاً، وجعلنا أبراراً أمام الله بالنِّعمة. وهذا الروح المبارك يلِدُنا ثانيةً، ويفتح أفواهنا لِنُسمِّي اللهَ أبانا، ونتأكَّد أنَّنا أصبحنا بالحقيقة أولاد الله بواسطة روح النُّبوَّة. وأخيراً يكون هذا الرُّوح المُرسَل إلينا محامياً عنَّا، يقف بجانبنا، ويُثبِّتُنا وسط وسوسات الشَّيْطَان، ويؤكِّد لنا أنَّ الخلاص قد تمَّ. فلا نجد يقيناً في جميع التَّجارب، ولا اطمئناناً في الدَّيْنُونَة والآخرة، إلاَّ بهذا المُعزِّي الإلهي الَّذي أرسله يَسُوع إلينا.
لا يوجد إنسانٌ، ولا عبقريٌّ، ولا عرَّافٌ، ولا نبيٌّ يحمل بطبيعته البشريَّة روح الله؛ لأنَّ هذا الروح يأتي مِن خارج عالَمنا، ولا يستطيع أحدٌ مهما علا شأنه أن يناله ما لم يؤمِن بدم يَسُوع المَسِيْح. فمَن لا يُحب يَسُوع ويقبله عاجلاً لا يعرف روح الحقِّ. فلا تغترَّ، لأنَّك لا تستطيع أن تُجبر الرُّوْح القُدُس على الحلول فيك بواسطة تأملات، أو رؤى، أو غيبوبة، أو أحلام، أو أيِّ اجتهادٍ بشريٍّ؛ إلاَّ بالإيمان المتواضع بابن الله. فمَن يُحبُّ يَسُوع، ويتعاهد معه، يختبر الفرح العمليَّ، أنَّ الرُّوْح القُدُس يحلُّ في القلب، كما يختبر أيضاً قوَّة الله وسط الضَّعف. ويؤكَّد يَسُوع لك أنَّ هذا المُعزِّي الرُّوحِيّ لا يتركك، لا في الموت ولا في الدَّيْنُونَة، لأنَّه الحياة الأَبَدِيّة.