Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:22قَالَ لَهُ يَهُوذَا لَيْسَ الإِسْخَرْيُوطِيَّ يَا سَيِّدُ مَاذَا حَدَثَ حَتَّى إِنَّكَ مُزْمِعٌ أَنْ تُظْهِرَ ذَاتَكَ لَنَا وَلَيْسَ لِلْعَالَمِ.23أَجَابَ يَسُوع وَقَالَ لَهُ إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلاَمِي وَيُحِبُّهُ أَبِي وَإِلَيْهِ نَأْتِي وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً.24اَلَّذِي لاَ يُحِبُّنِي لاَ يَحْفَظُ كَلاَمِي. وَالْكَلاَمُ الَّذِي تَسْمَعُونَهُ لَيْسَ لِي بَلْ لِلآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.25بِهَذَا كَلَّمْتُكُمْ وَأَنَا عِنْدَكُمْ


كان للمَسِيْح تلميذٌ آخَر اسمه يهوذا، غير يهوذا الإسخريوطي. وقد لاحظ هذا التِّلميذ أنَّ يَسُوع أخذ يتحدَّث، منذ ذهاب الخائن، في موضوعٍ جديدٍ. فلم يفهم السَّبب في ذلك، وأحسَّ أنَّ ثمَّة أمراً مصيريّاً على وشك الحدوث. وشعر أنَّ الكنيسة قد بدأت تنفصل عن العالم الفاسد.
ولم يُجبه يَسُوع مباشرةً، بل أعلن في جوابه له جوهر الكنيسة وميزتها عن العالم. فبيَّن له الدَّرجات الَّتي تُفضي إلى معرفة الله الحَقِيْقِيّة. أي إنَّ معرفة يَسُوع وقبوله تُنتج انفتاحاً عليه، وحصول الحياة الجديدة، ونيل قوَّة الرُّوْح القُدُس على حفظ الوصايا، وممارستها، واختبار محبَّة الله.
بعدئذٍ نطق يَسُوع بالعبارة المؤثِّرة الَّتي تتجاوز حدود العقل البشري: "وإلى المُؤمِنِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً". والمَسِيْح هنا لم يتكلَّم عن الكنيسة عامَّةً، بل عن المؤمن خاصَّةً، قائلاً إنَّ الثَّالُوْث الأَقْدَس بكلِّيته يزوره ويستقرُّ فيه. وهذا القول يرنُّ في صدر الإنسان العادي، كأنَّه هذيانٌ أو تجديفٌ. ولكنَّ هذا الوعد في رحاب الرُّوْح القُدُس هو حقيقةٌ بديهيَّةٌ؛ لأنَّ الرُّوْح القُدُس والابن والآب واحدٌ. وعندما يدخل الإنسان في تطوُّر الخلاص، ويَقبل نموَّ محبَّته في الإيمان، يشمله الله بملئه، ويملأه بجوهره، ويحفظه في ذاته. هذا حقٌّ ويقينٌ. وكلُّ مؤمنٍ بالمَسِيْح يَختبر هذا السِّر الحَقِيْقِيّ.
هل استقبلتَ اللهَ الآب والابن والرُّوْح القُدُس؟ هل زيَّنْتَ بيت قلبك بمزامير وتسابيح وأَعْمَال صالحة؟ لِيكن معلوماً لديك أنَّ الله نفسه يأتي إليك، ليس لأنَّك إنسانٌ محترمٌ في مجتمعك، بل بالعكس، لأنَّك أنانيٌّ مستكبرٌ شرِّيرٌ، وقد تُبت وتجدَّدتَ ناكراً ذاتك، بقبولك المَسِيْح مُخلِّصاً شخصيّاً لك. فطهَّرك الرَّبُّ وقدَّسك وغرس فيك محبَّته. فمَن يُحبُّ يَسُوع يُحبُّه الله ويَحلُّ فيه.
أمَّا الَّذي لا يُحبُّ يَسُوع، فلا يبدأ النمُّو التدريجي فيه مِن الرُّوْح القُدُس، ولا يعرف هذا الإنسان الخلاص ولا الهُدى، ولا ينال القوَّة على العمل الخلاصي الخيري، بل يبقى شريراً كجميع النَّاس، ويفقد ما عنده مِن بقايا الإنسانية، فيشبه الوحش بشهواته الدَّنسة الحيوانية، ويعمل ما منعه الله وحرَّمه. ولذلك يبقى رافض المَسِيْح متشائماً كئيباً مُعقَّداً، نتيجة غرقه في شهواته الدَّنيئة الَّتي تستعبده وتُذِلُّه وتنحدر به إلى أسفل الدّركات، فلا يستطيع أن يُدرك أو يُحسَّ بالمستوى السَّامي لروحيَّة المَحَبَّة في كنيسة العهد الجديد.

الصَّلَاة
أيها الثَّالُوْث الأَقْدَس، الآب والابن والرُّوْح القُدُس، أسجد لك وأشكرك وأُعظِّمك لأنَّك غفَرت آثامي في المَسِيْح، وزُرتني، واستقررتَ فيَّ، أنا الخاطئ النَّجس الكذَّاب المُستكبِر، وأحمدك لأجل قوَّة المَحَبَّة الموهوبة لي، وأُثني عليك لأجل روح المَحَبَّة الموضوع في فؤادي. احفظني في اسمك، يا مَن أتيتَ إليَّ وتسكن في كلِّ مَسِيْحيّ حَقِيْقِيّ. تعال إلى الآلاف مِن غير المؤمنين بالابن، ليستنيروا ويرتفعوا إلى مستوى محبَّتك. يحيون مُصلِّين أمناء ليبتهلوا إليك بمواظبةٍ كي تُرسل رسل خلاصك وخُدَّام اسمك إلى الضَّالين، فيحيَوا جميعاً.
السُّؤَال
كيف تنمو محبَّتنا للمَسِيْح، وكيف يحلُّ الثَّالُوْث الأَقْدَس فينا؟