Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:27سَلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا. لاَ تَضْطَرِبْ قُلُوبُكُمْ وَلاَ تَرْهَبْ.


أعطى يَسُوع تلاميذه، في نهاية خطابه الوداعي الأوَّل، سلاماً يفوق كلَّ سلامٍ بشريٍّ. لقد مضى يَسُوع، ولكنَّه ترك سلامه مهيمناً على اجتماعاتهم، وقوَّةً في قلوبهم. لم يتكلَّم يَسُوع عن سلامٍ مزيَّفٍ كذاك الَّذي تتحدَّث عنه صحفنا اليوميَّة، فقد كان عالماً أنَّه لا بدَّ مِن أن تأتي التجارب والحروب، لأنَّ البشر عائشون بدون الله، وغضب الله واقعٌ لا محالة على فجور النَّاس وإثمهم. بل تكلَّم عن سلامٍ آخَر، هو سلام الضَّمير النَّابع مِن غفران الخطايا والمصالحة مع الله، والمتحقِّق في التسامح المتبادل، والحاضر في سلام الكنيسة. فسلام المَسِيْح هو الرُّوْح القُدُس، القوة الأزلية الَّتي لا نهاية لها، لأنَّها صادرةٌ عن الله، وهو ثابتٌ فيها، وراجعٌ إليها.
يسودُ العالَمَ الكذبُ والبُغض والاغتصاب والمكرُ والخداع والقتل والحسد والبُخل والنَّجاسة والدَّعارة. ويأمرنا يَسُوع ألاَّ نسمح لهذه الأمواج الشَّيْطَانية بأن تهزَّنا أو تزعزعنا. قد تتعالى هذه الأمواج حتَّى لتكاد تبتلعنا، وهذه هي العادة، لأنَّ الشِّرير هو رئيس عالمنا. ولكن في يَسُوع الحبيب يعمُّ السَّلام. فهو ينهانا عن التَّشاؤم واليأس، ويُحرِّرنا مِن اضطراب القلب وخوف الموت، لأنَّ المؤمن بالمَسِيْح يسكن في الله والله فيه. فهل ينطبق هذا القول عليك أنت أيضاً؟ كان يَسُوع نائماً في السَّفينة، عندما حدثت العاصفة القويَّة، وهاجت الأمواج وماجَت، ويئس مَن كانوا في السَّفينة عندما علَت الأمواج وملأت السَّفينة بالماء. ولكنَّ يَسُوع قام وانتهر العاصفة فهدأَت حالاً. وقال لتلاميذه: "يا قليلي الإيمان، لماذا تخافون؟"