Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:4وَتَعْلَمُونَ حَيْثُ أَنَا أَذْهَبُ وَتَعْلَمُونَ الطَّرِيقَ.5قَالَ لَهُ تُومَا يَا سَيِّدُ لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ.6قَالَ لَهُ يَسُوع أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي.


قال يَسُوع لتلاميذه: "إنَّكم تعلمون إلى أين أذهب، وتعلمون الطريق إلى الله". فأجابه توما المُشكِّك قائلاً: "كيف نعرف الطريق إلى الله، إذا كنَّا لا نعرف أين ستُمضي السَّاعات القليلة القادمة؟" فلم يرَ هذا التلميذ في يأسه الهدفَ البعيد، لأنَّ خوف تلك السَّاعة قد هزَّه وأفقده رشده.
فطمأنه يَسُوع بلطفٍ قائلاً: "أنا هو الطَّريق إلى الله. ومحبَّتي وحقِّي هما النَّاموس (الشَّرِيْعَة) الوحيدة المؤدِّية إلى السَّماويَّات. ومَن لا يعمل ما أعمله أنا يهلك. أنا هو المَثَل الأعلى للبشر، والمقياس الذي سيدينكم الله بموجبه. فلا تقيسوا أنفسكم بمعايير البشر الجهلاء، بل انكسروا وانسحقوا في قداستي، لأنَّ مَن ينسحق بقداستي له وحده الرَّجاء في الوصول إلى الله. اسلكوا الطريق المؤدِّية إلى الله. تعالوا إليَّ، وقارنوا أنفسكم بي، فتعلموا أنَّك لستم سوى خطاة نجسين."
لا يدفعك المَسِيْح مِن خوفٍ إلى خوفٍ، مِن يأسٍ إلى يأسٍ؛ بل إنَّه عندما تبلغ أدنى الدَّرجات في حياتك يمدُّ لك يده الأَمِيْنة ليُنقذك، قائلاً لك: "إنِّي أمنحك الآن حقَّاً جديداً. فالحقُّ القديم قد أدانك، وهو الآن خلفك. فأنا قد متُّ لأجلك، وأوجدتُ العهد الجديد بالنِّعمة. وخطاياك مغفورةٌ مجَّاناً. إيمانك بي قد خلَّصَك. فتمسَّك بي كي تثبت في حقِّ التَّبني. فبي تنال الحقَّ بالقدوم إلى الله. وبدوني تهلك."
قد تقول، يا أَخِي العَزِيْز، إنَّك قد سمعت بهذه الأقوال، ولكن تنقصك القوَّة للإيمان والصَّلاَة وحياة القداسة، فيُجيبك يَسُوع: "أنا أعطيك الحياة الأَبَدِيّة. أنا ينبوع الحياة. تمسَّك بي مؤمناً، تنَل الرُّوْح القُدُس. ففي هذا الروح توجد الحياة الإلهيَّة. مَن يؤمن بالمَسِيْح يحيا إلى الأبد. فلا تبقَ بعيداً عن المخلِّص، لأنَّه حياتك. فإمَّا أن تبقى ميتاً في خطاياك، أو أن تحيا في المَسِيْح. لا يوجد حلٌّ وسَط. لأنَّ المَسِيْح هو الحياة لكلِّ مَن يؤمِن به".
يجد الذين يرتبطون بالمَسِيْح أنفسهم فجأةً أمام الله، ويُدركونه أباً حنوناً لطيفاً. فلا دين ولا فلسفة ولا شريعة ولا علم يُقرِّبك إلى الله حقّاً، إلاَّ يَسُوع المَسِيْح ابن الله الحيّ الذي فيه يقف الآب أمامك. فالمَسِيْح هو إعلان الله الكامل, ولا يستطيع أحدٌ أن يُدرك الآب إلاَّ بالمَسِيْح. إنَّ لنا امتياز معرفة الله. ونحن نتقدَّم منه لأنَّ المَسِيْح محبَّةٌ، وهو قد جعلنا أولاد الآب المُحِبِّ.

الصَّلَاة
ربّي وإلهي، بك كان الآب حاضراً بين النَّاس. أنت طريقي وحقِّي وحياتي وليس سواك. لقد أعددْتَ لي مكاناً في السَّماء، يا مَن أحببتَني وقدَّستَني. أشكرك مِن أعماق قلبي، وأطلب إليك أن تُقوِّي إيماني في ساعات الضيق والخوف، كيلا أضطرب أبداً، بل أثبت فيك وفي الآب. أنت لا تتركني، ولا تترك كلَّ مَن يبتهل إليك مؤمناً.
السُّؤَال
كيف يكون المَسِيْح هو الطَّريق الوحيد إلى الله الآب؟