Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
14:7لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً. وَمِنَ الآنَ تَعْرِفُونَهُ وَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ.


إنَّ أبناء هذا العالم منفصلون عن الله بسبب خطاياهم. ولم يستطِع إنسانٌ ولا مذهبٌ أن يعرف الرَّبّ، وحتَّى التَّلاَمِيْذ أنفسهم لم يُدركوا ما أخبرهم به يَسُوع. اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ قائلاً: "لَوْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً." ولكنَّهم لم يعرفوا يَسُوع وأباه، لأنَّ المعرفة لا تقتضي فهماً وعلماً فحسب، بل تغييراً وتجديداً، لأنَّ معرفة الله تتجسَّد فينا مُعلنَةً في الحياة. فلا تخدع نفسك، لأنَّ معرفة الله لا تتمُّ بواسطة الدراسات الدينية، بل باستسلامك إلى نور الإِنْجِيْل الذي ينوِّر حياتك، فتتغيَّر وتُصبح أنت أيضاً نوراً.
في ساعة الخيانة، قال يَسُوع لتلاميذه: "ومِن الآن تعرفونني. فأنا لستُ فقط المنتصر القادر على كلِّ شيءٍ، بل أنا أيضاً حَمَل الله الذي يرفع خَطِيئة العالم. ففي موتي الكفاري، يُعلن الله نفسه مُصالحاً وأباً، لأنَّه لا يُعاقبكم في غضبه، ولا يبيدكم في غيظه، بل يدينني أنا، ويُهلكني أنا ابنه، لكي تتحرَّروا أنتم اللصوص وتتغيَّروا إلى القداسة، وتدخلوا إلى حقوقي كأولاد لله. في الصَّلِيْب وحده يُعلن الله نفسه كأبٍ بوضوحٍ. فالعليُّ ليس بعيداً ومُهلكاً ومنتقماً، بل محبَّة ورحمة وفداء وشفاء. الله أبوكم الشَّخصي الذي يجبلكم على صورته المجيدة. فأنتم الذين تؤمنون بي وحدكم تعرفون حقيقة الله، وتتغيَّرون بواسطة هذه المعرفة الجديدة إلى معرفة متجسِّدة عمليّاً، وظاهرة في السُّلوك والفضائل.