Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
15:12هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ.13لَيْسَ لأَِحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَِجْلِ أَحِبَّائِهِ.


المَسِيْح يُحبُّنا شخصيّاً، ويعرف أسماءنا وأمزجتنا وماضينا، ويشعر بضيقاتنا ومشاكلنا، ولديه خطَّةٌ ومعونةٌ ومشورةٌ لمستقبلنا. وهو مستعدٌّ دائماً للتَّكلم معنا في الصَّلاَة، ويغفر ذنوبنا، ويجذبنا إلى حياة القداسة والحقّ والطهارة.
وكما يُحبُّنا يَسُوع، يُريدنا هكذا أن نحبّ بعضنا بعضاً، فنتفهَّم ظروف ونفسيات أقربائنا وجيراننا وأصدقائنا، ونشعر بضيقاتهم، ونُساعدهم على حلِّ مشاكلهم، مُصلِّين لأجلهم، ومقدِّمين المساعدة الفعليَّة لهم، وباذلين الوقت في سبيلهم. وإذا أخطأوا في حقِّنا نُسامحهم، ونحتملهم بترحابٍ، غير ذاكرين عيوبهم أو أخطاءهم. فالمَسِيْح يأمرنا بكلِّ سلطانه أن ندرس محبَّته هو، ونتمثَّلها، ونُمارسها في حياتنا اليومية. هذه هي الطريقة الوحيدة لحياة المَحَبَّة والفرح والسلام مع الله والنَّاس.
وقد أرانا المَسِيْح قمَّة المَحَبَّة في حياته. فهو لم يكتفِ بالكلام والمساعدة العمليَّة فقط، بل ضحَّى بنفسه لأجل الخطاة القُساة. فهو لم يعِش لأجلنا فقط، بل مات عوضاً عنَّا. فتوَّج محبَّته العُظمى بصليبه. فكان صليبه تفسيراً لمحبَّته هو ومحبَّة أبيه في آنٍ معاً.
ويريد المَسِيْح أن ننقل رسالة خلاصه، ونُضحّي بالوقت والمال والوطن عندما يدعونا إلى تبشير الآخَرين، ونُمثّل أمامهم ما عمله لأجلنا. فهو يُريد منك أكثر مِن العطايا المادِّية الَّتي تُخصِّصها لخدمته. إنَّه يريدك أنت شخصيّاً بكلِّ أملاكك ومواهبك وطاقاتك. يُريدك أن تبذل نفسه للآخَرين، كما بذل هو نفسه للجميع، وأن تُحبَّ الَّذين يسيئون إليك وتُصلي لأجلهم، كما غفر هو لأعدائه، واعتبرهم أحبَّاء، وصلَّى لأجلهم قائلاً: "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَِنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ." لم يُسمِّهم إخوةً ، بل أحبَّاء. فلأجل هؤلاء الَّذين لا يستحقُّون محبَّته، مات هو عنهم كي يفديهم.